مع بدء الموسم الزراعي لا يبدو أن حديثاً بين فلاحي محافظة درعا هذه الأيام يسبق حديث ارتفاع التكاليف، والتي سجلت أرقاماً قياسية مقارنة بالمواسم السابقة، وهو ما دفع كثيراً من الفلاحين إلى التفكير ملياً بجدوى الزراعة هذا الموسم خشية خوض «مغامرة» قد لا تحمد عقباها.
يتحدث فلاحو المحافظة عن أول مطبات الموسم والمتمثلة بأجور الحراثة، وحسب قول بعض من التقتهم «تشرين» ارتفعت أجرة حراثة الدونم الواحد هذا العام إلى 15 ألف ليرة مقابل 6000 ليرة في الموسم السابق و3000 ليرة في موسم 2019، علماً – والقول للفلاحين- أن كثيرين يعمدون إلى تقليب الأرض وتحضيرها قبل الشروع بزراعة المحاصيل وخصوصاً منها القمح، ما يعني تضاعف أجرة الحراثة ووصولها إلى 30 ألف ليرة عن كل دونم.
وأشار فلاحون إلى المطب الآخر المتمثل بثمن البذار حيث يحتاج دونم القمح البعل مثلاً إلى 15 كغ من البذار في الحدود الدنيا، فيما يحتاج المروي إلى 20 كغ، ما يعني أن الفاتورة الوسطية لثمن البذار اللازم للزراعة وسطياً تتجاوز 35 ألف ليرة لكل دونم، ويضاف إليها بطبيعة الحال أجور النقل الخاصة بالزراعة ونقل البذار وأجور العمال، لتصل فاتورة تكاليف زراعة الدونم الواحد إلى ما يزيد على 75 ألفاً، وهي – على حدّ قول الفلاحين- فاتورة مبدئية يضاف إليها في مراحل لاحقة تكاليف الأسمدة والمحروقات اللازمة للري والمبيدات الحشرية، ما قد يرفع تكاليف زراعة الدونم الواحد إلى ما يقارب الـ100 ألف ليرة على أقل تقدير.
وأكد فلاحون أن تجربة المواسم السابقة دفعت البعض إلى التفكير بالخسائر المحتملة قبل تفكيرهم بالأرباح، خصوصاً مع عدم وجود الملاءة المادية لدى كثيرين لتحمل ارتفاع التكاليف ما قد يدفع البعض إلى العزوف عن زراعة أرضه أو «تضمينها» لمن «يستطيع سبيلاً» من أصحاب الاستثمارات الزراعية، وفي كلتا الحالتين تكون النتيجة خروج مساحات كبيرة من الإنتاج الزراعي لعدم قدرة أصحابها على استثمارها.
وتشير أرقام الخطة الزراعية للموسم الحالي 2021-2022، إلى أن المساحات المخطط زراعتها بالقمح البعل تبلغ 80 ألف هكتار فيما تبلغ المساحة المخصصة للقمح المروي 9257 هكتاراً، والشعير 27 ألف هكتار وهي مساحات واعدة فيما لو أحسن استثمارها وتوفير مستلزمات إنتاجها.
بدوره مدير زراعة درعا المهندس بسام الحشيش بيّن أن المديرية تسعى مع الجهات المعنية لتأمين كل مستلزمات الإنتاج واستدراك النقص في كمية المحروقات المخصصة للزراعة، موضحاً أنه سيتم وبتوجيه من محافظ درعا دراسة المساحات والمناطق التي ستتم زراعتها فعلياً ليتم تقدير احتياجاتها وتزويدها بمازوت الزراعة.
ولفت الحشيش خلال اجتماع لجنة المحروقات الفرعية الأخير إلى أن المساحات المخططة لزراعة محصولي القمح والشعير تحتاج مليوني ليتر من المازوت خلال الشهرين القادمين، مشيراً إلى أنه وحسب قرارات اللجنة وبتوجيه من محافظ درعا سيتم منح 1,5 ليتر لفلاحة محصول الشعير و2 ليتر للقمح ولمرة واحدة وفق الخطة الزراعية.
قد يعجبك ايضا