أيمن زيدان.. مسيرة رجل شجاع لم يعرف الهزيمة

أربعون عاماً من الإنجازات من الصعب تلخيصها في مقال يتجاوز بضع صفحات، أربعون عاماً من الكد والتعب والكفاح والجهد المتواصل قضاها الفنان أيمن زيدان في صراع مع الحياة والوجود ليحفر لنفسه مكاناً مرموقاً يليق به.
“فنان شامل”، يستحق هذه التسمية لما أبهرنا بخبراته في شتى المجالات وخلال مسيرته الطويلة، فهو الممثل والمخرج والكاتب ومقدم البرامج ومؤلف القصص.
مَنْ مِنا يمكن أن ينسى “مفيد الوحش، وجميل الحمصي، وسعيد النايحة”! وجميعها أسماء شخصيات رسخت في ذاكرتنا وبقيت حتى الآن، لكونه لم يبخل بالعطاء في المهنة، ففي كل دور يجسده كان يضع كل إحساسه وطاقته في العمل الذي شغف به، وأي مساحة صغيرة تُعطى لـ”زيدان” كان يستطيع أن يوسعها ويثقلها بالاحترافية، ليجعل منها مساحة واسعة يجتمع فيها الجميع على مآثر اللباقة والعفوية.
لكن في الحقيقة إن الفنان زيدان اعتاد على أدوار البطولة، فالأقوياء لا يرضون إلا بالصدارة، حتى في أدواره كان المدير والمسؤول وبطل القصة، ولم يرضَ يوماً أن يكون في عمل لا يليق في مستواه الفني.
كما شكل زيدان علامة فارقة في الدراما السورية، تنوّعت أدواره بين الرومانسية والكوميديا، وبرع في الأعمال الشامية، فوجود أيمن زيدان في أي عمل كان كفيلاً لضمان نجاحه.
“تشرين” تواصلت مع المخرج سمير حسين ليُغنينا بشهادة عن الفنان زيدان، فقال: (أيمن زيدان صديق وفنان استثنائي من دون شك، هو واحد من العلامات المضيئة جداً في المشهد الثقافي السوري خلال أربعين سنة الماضية، رجل له أيادٍ بيضاء على غالبية من عمل في الدراما السورية، وأنا شخصياً بالنسبة لي كان له فضل مهم جداً على حياتي المهنية عندما عدت من بريطانيا، قدم لي التجربتين الأوليَين “زمان الصمت” و”أمهات”، حين شاهد بعض أعمالي أعجب بها وقدم لي هاتين الفرصتين وأنا مدين له كثيراً).
أمّا الفنانة أميّة ملص فكانت “شهادتها مجروحة” كما عبّرت في تصريحها لـ”تشرين” إذ قالت: “عندما تعرفت على أيمن زيدان كان عمري عشر سنوات! كان قدوة ومثالاً بالنسبة لي وكنت معجبة جداً بشغفه وتواضعه”.
وتابعت ملص: “بعد أن مرت الأيام والسنين، وبعد تخرجي من المعهد العالي للفنون المسرحية كان أيمن زيدان أول من رشحني لأجسد دور ابنته في مسلسل (يوميات مدير عام) وأنا ممتنةٌ له لهذه الفرصة، لأنها كانت محطة مهمة بالنسبة لي، كما أن له الفضل أيضاً بترشيحي لأعمال أخرى تشرفت من خلالها بالوقوف إلى جانبه”.
وأضافت الفنانة ملص: “يذكرني أيمن زيدان بالصورة الجميلة للدراما السورية، إنه ذاكرة وحاضر ومستقبل الدراما السورية. أتمنى له التوفيق والاستمرار في مسيرته الحافلة بالإنجازات”.
يذكر أن الفنان زيدان ولد في مدينة رحيبة السورية، واسمه الكامل أيمن غالب شكري، والتحق في الـ22 من عمره بالمعهد العالي للفنون المسرحية، حيث شارك في العديد من المسرحيات، بعدها سافر إلى ألمانيا للحصول على دورة في الإخراج المسرحي في برلين.
حصل أيمن زيدان في عام 1983 على أول فرصة ذهبية له بخوض تجربة التمثيل التلفزيوني وذلك من خلال مسلسل “نساء بلا أجنحة” ونظراً لنجاحه بالعمل توالت الأدوار عليه فشارك في عدة أعمال بعدها منها: فيلم “أحلام المدينة”، مسلسل “لك يا شام”، مسلسل “هجرت القلوب إلى القلوب”، “الخشخاش”، ومسلسل “الدغري” الذي جمعه للمرة الأولى بالممثل دريد لحام عام 1992 وغيرها كثير.
قدم أيمن زيدان أهم أدواره التمثيلية وهو دور “مفيد الوحش” في مسلسل “نهاية رجل شجاع” ولم يحصر نفسه في نمط واحد بل عمل على التنويع، حيث نجح في تقديم الأدوار الكوميدية منها مسلسل “يوميات مدير عام” عام 1994، “يوميات جميل وهناء” عام 1999، “أنت عمري”، و”بطل هذا الزمان” عام 2000، وكان للمخرج باسل الخطيب تعاون ناجح بينه وبين أيمن زيدان حين اختاره أيمن زيدان ليخرج له مسلسل “أيام الغضب” عام 1996، وتبعه العديد من الأعمال.
وفي مجال الإخراج التلفزيوني خاض أيمن زيدان هذه التجربة في مسلسلين دراميين هما “ليل المسافرين”، و”طيور الشوك”، كما كانت تجربته السينمائية مزهرة فكان له عدة أعمال مهمة منها “أحلام المدينة، الرسالة الأخيرة، الأب، درب السماء، مسافرو الحرب”.. ولا يمكننا أن ننسى تجربته التلفزيونية في تقديم البرامج ومنها البرنامج التلفزيوني “وزنك ذهب”.
وكانت آخر أعمال أيمن زيدان هو مسلسل “الكندوش” الذي عرض في الموسم الرمضاني 2021 ويعتبر هذا العام عودة للفنان أيمن زيدان للدراما بعد خمس سنوات من الغياب.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار