قراءة
عندما أقرأك؛ أكتب
أنت هناك..
وأنا هنا بين الزحام..
فوضى المساء تغتالني، كلما أردت البوح،
فبعض البوح إثمٌ من آثام العاشقين،
وأنت سيد الحضور تتقن فاكهة اللغة،
وتعبث بأنامل قصيدةٍ لا أستطيع أن أكتبها؛
فتكتبني بألوان حرفك كما تشتهي،
وأنا الغائبة رغم ازدحامك بي..
أعلم أن الانتظار مؤلمٌ كمن يقلمُ أظافرَ الوقت
عبثاً، وعقارب الساعة تلتهمُ فراغاً ينتظرُ أن تملأه
مشاكسات اللقاء..
حين الاحتضان المشبوه في الخيالات
التي أصابها البرد
بينما نكون أو لا نكون
أحظى بعشقٍ آخر للورق الذي
زرعته سنابلُ شوقٍ وسط العاصفة،
وسراً أخبرك أنني أكره الشعر يا عزيزي؛
فقد تلثّم به دعاة الحب،
ليربطوا السّنابل المائلة
حتى تمر رياح الحقيقة
وتتعرّى الوجوه..
فأخشى أن تلتبس عليّ
الأشباه الأربعون لمن رحلوا..
فتحمل روحي إليّ ممزّقة محترقة
تمنحني جحيماً آخر
أسطّر فيه ديواني الجديد..