أكدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، خلال الاحتفال بيوم الأغذية العالمي الذي أقيم في القاهرة أمس، أن جائحة فيروس كورونا الجديد كوفيد19، تزيد من تحديات القضاء على الجوع، وأن تحقيق هذا الهدف بحلول 2030 يتطلب استثمارات سنوية بين 40 و50 مليار دولار أمريكي.
ونظم الاحتفال ، تحت شعار “أفعالنا هي مستقبلنا.. إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل”.
وتدعو احتفالات هذا العام إلى أهمية العمل على تطبيق الأنظمة الغذائية والزراعية، والتحرك بشكل أسرع وأكثر طموحاً لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في ظل تحديات جائحة كوفيد19.
ونقلت وكالة “شينخوا” عن وزير الزراعة المصري السيد القصير، الذي تستضيف بلاده الاحتفال “أن الاحتفال بيوم الغذاء العالمي يستهدف تعميق الوعي بمعاناة الجياع ونقص الأغذية والتشجيع على اتخاذ التدابير لمكافحة الجوع والفقر، وأيضا يستهدف تشجيع مشاركة سكان الريف في القرارات والأنشطة التي تؤثر على ظروف معيشتهم.
ودعا القصير إلى زيادة الوعي العام وتعزيز التضامن الدولي في مكافحة الجوع والفقر وسوء التغذية وتعزيز نقل التكنولوجيا إلى العالم النامي وتشجيع الاهتمام بالإنتاج الزراعي أيضاً.
وأضاف: يجب وضع خطط وإستراتيجيات كفيلة بتطوير أساليب ونظم الزراعة وأيضا تحسين النظم الغذائية بهدف الحد من سوء التغذية ومضاعفة الإنتاج وتقليل الهدر والفاقد والقدرة على التعامل مع التغيرات المناخية.
وأشار إلى أن تقديرات منظمة الفاو تشير إلى أن إنهاء الجوع بحلول سنة 2030 يتطلب استثمارات سنوية تتراوح قيمتها بين 40 و50 مليار دولار أمريكي.
من جانبه، قال عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الفاو: إن التحديات والصعوبات التي تواجهها المنطقة تستدعي تكثيف الجهود وتنسيقها للخروج بحلول تكاملية تستفيد من التقدم التكنولوجي وفرص الشراكة والتعاون مع شركاء التنمية والاستفادة من آليات التمويل المتاحة.
وتشير تقديرات ما قبل جائحة كوفيد19، أن 51.5 مليون شخص أو 12 بالمئة من السكان، كانوا يعانون من الجوع في المنطقة العربية بزيادة قدرها 1.1 مليون شخص عن الفترة السابقة للعام 2019، وإذا ما استمر المعدل بنفس الوتيرة السابقة، فإن عدد الأشخاص المتضررين من الجوع سيتجاوز 75 مليون بحلول عام 2030، وعليه فإن من غير المرجح أن تحقق المنطقة هدف التنمية المستدامة المتمثل في القضاء على الجوع، كما سيؤدي تأثير الجائحة على اقتصاد المنطقة إلى تأثيرات وتحديات إضافية تحول دول تحقيق هذا الهدف.
وحسب أحدث تقرير للفاو تبلغ قيمة الخسائر الناتجة عن إهدار الغذاء سنويا تريليون ومئة مليار دولار تتوزع بواقع 400 مليار دولار تهدر ما بين المزارع، وسوق الجملة، بينما يهدر المستهلك وبائع التجزئة ما قيمته 700 مليار دولار.
وبعد عقود من التراجع، عاد عدد الجياع ليرتفع خلال السنوات الخمس الماضية، حيث وصل إلى 811 مليون شخص في عام 2020، حسب آخر إصدار لتقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم.
ولا يزال أكثر من 3 مليارات شخص يعجزون عن تحمل كلفة نمط غذائي صحي في حين تصبح السمنة والأمراض غير المعدية الأخرى مشكلة متفاقمة مرتبطة باتباع أنماط غذائية غير متنوعة بالقدر الكافي.
ويشير تقرير جديد صادر عن منظمة الأغذية والزراعة إلى أن جائحة كوفيد19 قد أدت إلى تفاقم هذه المشكلة من خلال التسبب بانتكاسات حادة في التقدم المحرز حتى الآن من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول سنة 2030.