المزيد من المعارك السياسية والاقتصادية تنتظر الرئيس الأميركي جو بايدن عقب عودته من أوروبا التي حضر فيها قمتي العشرين في روما والمناخ في غلاسكو البريطانية.
الأجواء العامة للقمتين لم تجر كما أراد بايدن، حيث شهدتا تعثراً في برنامجه الذي كان محط الأنظار لعدة هفوات ارتكبها وسببت إحراجاً واسعاً له و لبلاده، وأبرزها النعاس الذي غلبه خلال قمة المناخ، وموكب السيارات الضخم الذي حضر فيه إلى قمة العشرين .
الأجواء الأوروبية السلبية رافقت بايدن إلى واشنطن حيث افتتح عودته إلى البلاد بعد الجولة الأوروبية بهزيمة كبيرة تلقاها حزبه في ولاية فرجينيا التي خسر الديمقراطيون فيها الحكم لصالح الجمهوريين في ولاية كانت تعد حتى وقت قريب ذات توجهات ديمقراطية.
الهزيمة في فرجينيا تتعدى كونها اختيار حاكم للولاية بقدر ما تعد استفتاء على سياسات بايدن الذي أخفق في تجاوز هذا الاختبار، وكانت النتيجة انتصار كبير للخصوم الجمهوريين وبالتالي للأجندة السياسية التي يمسكون بها.
وقال بايدن حول العبر المستقاة من الخسارة في فرجينيا: أعرف أن الناس يريدون منا إنجاز الأمور، ولهذا السبب أستمر في الضغط بشدة على الحزب الديمقراطي للمضي قدماً وتمرير مشروع قانون البنية التحتية ومشروع قانون إعادة بناء أميركا بشكل أفضل.
بالتزامن مع هزيمة فرجينا، يجاهد بايدن لتمرير أجندته الاقتصادية في الكونغرس والتي تبلغ 3 تريليونات دولار، وتواجه معارضة مزدوجة ديمقراطية وجمهورية وتسبب خلافاً واسعاً وصل حد القطيعة بين أعضاء الحزب الديمقراطي.
بايدن طالب الديمقراطيين بحل خلافاتهم وتمرير أجندته الاقتصادية. وقال في تصريحات صحفية عقب وصوله واشنطن: على الحزب الديمقراطي، ضرورة المضي قدماً وتمرير مشروع قانون البنية التحتية ومشروع قانون إعادة بناء أميركا بشكل أفضل.
ولكن إلى الآن، لا يبدو أن الرئيس الديمقراطي قادر على تحقيق تقدم في خطته المتعلقة بالبنية التحتية والقرارات السياسية ذات الأولوية في أجندة إدارته.
عجز بايدن ينطلق من كونه لم يستطع حتى الآن كسب التحدي الأكبر منذ وصوله إلى سدة الرئاسة قبل عام من اليوم ألا وهو توحيد الآراء والأصوات المختلفة داخل حزبه والذي يشهد تناحراً قل نظيره.
يجمع المراقبون أن الهزيمة في فرجينيا بداية مبكرة لإخفاق بايدن وسياساته وأهدافه الانتخابية التي لا تزال غير محققة, بالتزامن مع شعبية تواصل الانحدار، وتعكس استياءً عاماً من برامج بايدن السياسية والاقتصادية.