مؤتمرات أنديتنا الرياضية.. رتيبة ونسخة مكررة
كنا نأمل من إدارات الأندية الرياضية التي عقدت مؤتمراتها حتى الآن والتي ستعقد مؤتمراتها لاحقاً أن تخرج بقرارات ومقترحات تغير خريطة عملها الرياضي وفق أسس واستراتجيات بعيدة المدى تستطيع من خلالها الاهتمام بقواعد ألعابها التي هي بداية الانطلاق لرفد المنتخبات الوطنية، ولكن للأسف هذا لم يحصل حيث من خلال متابعاتنا لبعض مؤتمرات الأندية التي عقدت مؤتمراتها كأندية المحافظة وبردى وقاسيون ودمر وغيرها من أندية المحافظات وجدنا أن الطرح كان سطحياً ولا يلامس واقعها الصعب والمتعب مالياً وإدارياً وفنياً، فلا المداخلات كانت بالمستوى المشهد المطروح الذي كان من المفترض أن تكون أفضل وأغنى وأكثر فائدة للمرحلة الصعبة التي تمر بها الأندية التي تعد حجر الزاوية لتطوير رياضتنا منتخبات وأندية، ولم تضع الحلول الناجعة التي تخرجها من مأزقها الصعب الذي جاء نتيجة التراكمات الإدارية الخاطئة لإدارات معظم هذه الأندية والصعوبات المالية التي تعصف بها وتكاد تكون خزينة أكثرها خاوية وغير قادرة على تأمين مصاريف فرقها الرياضية في منافساتها المحلية التي تجري في المحافظات ولو كانت قريبة من بعضها البعض .
كنا حقيقة نأمل أن تكون المداخلات أكثر جدية وطروحاتها مفيدة للعمل الرياضي القادم ومساعدة للقيادة الرياضية حتى تتمكن من مساعدتها وتقديم ما هو مفيد لها كمطالبتها في ترك الاختيار لها في توجيه الأندية بتخصيص الألعاب التي يمكن أن تبرز فيها لتصل إلى الأندية التخصصية وإعادة بطولات منتخبات المحافظات للألعاب الجماعية للأشبال والناشئين والشباب والرجال وربط دوري الرجال على الأقل بفئة واحدة قاعدية، وإعادة افتتاح المراكز التدريبية القاعدية للألعاب الجماعية للأندية صاحبة الدرجات العليا والتي تشارك في الدوري العام والأندية المميزة في الدرجة الثالثة حسب ما تراه فروع الاتحاد الرياضي في المحافظات لكونها القيادات الأعلى، وإمكانية فتح مدارس تدريبية بإشرافها للأعمار الصغيرة وبمراحل انتقالية للاعب تهدف على بناء اللاعب رياضياً وتربوياً وفق منهاج وأسس علمية وللألعاب الجماعية المميزة في المحافظة والطلب من الأندية وعن طريق اتحادات الألعاب بأن يزود كل نادٍ لديه احتراف بالخطط التدريبية والبرامج التي سيعتمدها المدربون في تلك الأندية من أجل توحيد بناء العملية التدريبية للأندية من قبل اتحادات الألعاب وعلى أساس علمي صحيح وتفعيل الرياضة المدرسية التي هي أساس في بناء الرياضة في الأندية ومنظمة الاتحاد الرياضي العام.
لكن مع الأسف كل هذا لم تتناوله معظم الأندية في مؤتمراتها التي اكتفت بالتصفيق وتكريم البعض وقراءة التقرير السنوي لذلك جاءت مؤتمرات البعض منها رتيبة خارجة عن المضمون ونسخة مكررة عن مؤتمرات الأعوام الماضية .
وإذا ما عرضنا بعض مداخلات أندية بعض هذه المؤتمرات لوجدناها متشابهة في الأسلوب والطرح والصعوبات التي تواجهها ومعظمها مادية بحتة من دون أن تجد الحلول المنطقية القادرة على تخطي هذه الصعوبات، ولعل اللافت في مؤتمر نادي قاسيون حضور رئيس الاتحاد الرياضي العام فراس معلا الذي أشاد بالنادي وعدّه ركيزة أساسية لرياضة دمشق ولاسيما في الألعاب الأنثوية وألعاب القوة واعداً المؤتمرين بحل كل الصعوبات التي تم طرحها بشكل فوري مبيناً في الوقت نفسه أن جلّ الاهتمام ينصب على صناعة البطل الرياضي وتوفير كل مستلزماته لأنه سفير لسورية في المحافل الدولية إضافة إلى صيانة المنشآت الرياضية كالصالات والملاعب في جميع المحافظات.
وهذا بالفعل كلام مبشر ومفرح من مهندس الرياضة السورية وبطلها الذي يعمل من أجل صناعة البطل الرياضي منذ زمن طويل ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: أين هذا البطل في كل الألعاب الرياضية التي مازالت تعتمد على البطل «الطفرة» ليس إلا؟
أما رئيس النادي فايز الباشا فعدّ أن النادي ركز في منهجية عمله على الاهتمام بالقواعد العمرية من خلال المراكز التدريبية التي أنشأها النادي فيما يخص بناء فرق القواعد للسلة الأنثوية ضمن خطط وأسس سليمة وعلمية بإشراف خيرة المدربين إضافة إلى أن لعبة كرة اليد في النادي لها حضورها من خلال نتائج فريقي الناشئات والسيدات الجيدة كما أن النادي يعد من روافد المنتخبات الوطنية في معظم الألعاب ولاسيما في ألعاب القوة كالكاراتيه والمصارعة والملاكمة إضافة إلى الترياثلون.
أما ما يخص واقع الألعاب الرياضية وضرورة تأمين صالة مغلقة في النادي للعبتي كرة السلة وكرة اليد وتأمين تجهيزات لألعاب القوة إضافة إلى ضرورة الاستفادة من الاستثمارات بالشكل الأمثل وإدخال ريوع إضافية تساعد في النهوض بألعاب النادي بما يسهم في تطور الرياضة السورية فمرّ عليها المؤتمرون مروراً سريعاً مع إنها الأهم .
أما مؤتمر نادي بردى الذي حضره نائب رئيس الاتحاد الرياضي العام عمر العاروب فركز في مداخلة له على ضرورة الحوار الشفاف والارتقاء إلى مستوى الحوار الإيجابي البناء للألعاب الرياضية واعداً بتذليل بعض العقبات التي تعترض سبل تطور النادي.
بينما رئيس الاتحاد الرياضي لفرع دمشق مهند طه أشار إلى معاناة كل الأندية مالياً مؤكداً ضرورة التعامل مع هذه المعاناة بالمزيد من الحكمة، و ضرورة التخصص بالألعاب الرياضية، فمن غير المعقول أن تحشر كل الألعاب في نادٍ واحد.
فنادي بردى على حد قوله مختص بالألعاب الفردية وألعاب القوة وكرة السلة للإناث، ومن غير المنطقي إدخال كرة القدم إلى النادي وخصوصاً بوجود ناديين كبيرين بجانب نادي بردى (الوحدة والجيش) يمارسان لعبة كرة القدم، فضلاً عن أن كرة القدم تحتاج أكثر من مليار ليرة في الوقت الحالي.
وتحدث رئيس مكتب ألعاب القوة المركزي محمد الحايك في مؤتمر نادي دمر عن أهمية الرياضة وأهمية وجود أندية فاعلة تقدم أبطالاً على المستوى المحلي والعربي والإقليمي وإحراز المراكز الأولى ، وجاء مؤتمر نادي المحافظة الذي تركزت مداخلات أعضائه على النقاط الواردة في التقرير السنوي وما تحقق خلال العام 2021 والخطط الموضوعة للعام المقبل والصعوبات التي تعترض مسيرة التطور والارتقاء بألعاب النادي .
وكشف رئيس النادي محمد السباعي أن الثالث عشر من الشهر القادم سيكون موعداً لافتتاح صالات في النادي للألعاب الكاراتيه والتايكواندو وكرة الطاولة وذلك لتفعيل هذه الألعاب أكثر وتأمين كل مستلزماتها لتحقيق إنجازات محلية وخارجية تضاف إلى خزائن النادي.
وأخيراً..وبعد هذا السرد لبعض ما جاء في مؤتمرات الأندية بانتظار مؤتمرات أخرى فعالة وأكثر عمقاً كمؤتمر نادي الوحدة والاتحاد والكرامة وغيرها من المؤتمرات فإننا لابدّ أن نؤكد أن جمهور الأندية لم يعد له ثقة بهذه المؤتمرات التي تعقد سنوياً وتطلق الوعود نفسها ولا تنفذ لتعود وتتكرر في كل عام بالوجوه والطروحات نفسها.