بعد مضي خمسة أشهر على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، اعترف الاحتلال الإسرائيلي بالفشل الكبير الذي منيت به قواته، وبنجاح المقاومة الفلسطينية بالاستفادة من نقاط ضعف جيش الاحتلال، فضلاً عن تجاوز قدراته العالية وتحقيق ضربات موجعة ضده.
تحقيق مسرب أجراه جيش الاحتلال، ونشرت جزءاً منه “القناة 12” العبرية، كشف حالة العجز الاستخباري التي تسبَّبت بها أجهزة أمن المقاومة لاستخبارات العدو.
فوفقاً للتحقيق، الذي أجري لتقييم نتائج معركة “سيف القدس”، وكان بعنوان “عملية حارس الأسوار- الأداء والاستخبارات العملية”، فقد ظهرت الفجوة في الواقع العملياتي في ذلك العدوان، والفشل العملياتي الكبير الذي مُني به جيش الاحتلال أمام المقاومة طوال 11 يوماً.
وفي مؤشر عن الفشل في الكشف عن معظم قاذفات صواريخ المقاومة، وتحديد مواقع خلايا الإطلاق الخاصة بها، يتطرّق البند 33 من التحقيق إلى ما يسمّيها “فجوة تشغيلية” خطيرة في عرقلة قدرات أنظمة الصواريخ، وتلك المضادة للدبابات والقناصة التابعة للمقاومة بسبب النقص الحادّ في المواد الاستخبارية.
ويوضح التحقيق أن التقارير العسكرية لقوات الاحتلال كانت تؤكد اغتيال قادة ميدانيين، وفي الكثير من الحالات لم يكونوا قد اغتيلوا بالفعل، بل قُصفت منازلهم فقط، وحسب مراقبين فإنه بالإضافة لضعف المعلومات الاستخبارية للاحتلال، فإن هذا يدل أيضاً على كذب ممنهج.
ويعترف الاحتلال في التحقيق، بأن أنظمة نيران جيشه، بما في ذلك الطائرات المقاتلة والمروحيات والمدافع والصواريخ وغيرها، لم يكن لديها المعلومات الاستخبارية التي تتيح لها إمكانية ضرب أهداف يمكن أن تقلِّل من زخم نيران المقاومة التي استمرت بنفس الكثافة حتى نهاية المعركة.
وعلى رغم تصريحات الناطق باسم جيش الاحتلال خلال العدوان على غزة حول تدمير أنفاق إطلاق الصواريخ والقضاء على الفرق المضادة للدبابات، إلّا أن إطلاق الصواريخ في اتّجاه المستوطنات الجنوبية استمر بالزخم نفسه، فيما تمكّنت الفرق المضادة للدبابات التابعة للمقاومة من السيطرة على المنطقة الحدودية بالكامل، (وفق اعترافات التحقيق الإسرائيلي).
ويشير البند 38 من التحقيق إلى أن الثغرات في المعلومات الاستخبارية التي اكتشفت بعد العملية، كانت على عكس ما نُشر في وسائل الإعلام نقلاً عن مصادر في جيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي سعت -قبل المعركة- إلى تضخيم قدرات جمع المعلومات الاستخبارية من أجل إيصال رسالة تهديد للمقاومة في غزة وطمأنة “داخل” الاحتلال الذي اكتَشف زيف ما كان يتلقاه من معلومات.
وهذا أمر بالغ الأهمية، وفق التحقيق، كونه تسبب في إلحاق الضرر بصورة الجيش وقدراته، وخلق أمناً وهمياً لدى جيش الاحتلال وجمهوره.