تأخر «السورية للتجارة» في طرطوس بتسويق التفاح أوقع المزارعين بيد السماسرة
بعد انتهاء موسم تسويق التفاح لهذا العام في محافظة طرطوس لابد من جردة حساب وتقييم واقع التسويق ووضع المزارع، وهل استطاع فرع «السورية للتجارة» حماية المزارعين من السماسرة وإعطاءهم سعراً مجزياً يعادل التكلفة الحقيقية للكيلو مع هامش ربح؟
رئيس الجمعية الفلاحية في منطقة الدريكيش عزت أحمد بيّن أن الدريكيش تعد المنطقة الأساسية والأولى لإنتاج التفاح في المحافظة، وأكد التأخير الكبير من قبل فرع «السورية للتجارة» ببدء استجرار المادة من المزارع، حيث بدأت علامات النضج تبدو على التفاح منذ بداية الشهر الثامن وهو من نوعي (كولدن) و(ستاركن)، إضافة لأنواع أخرى مبكرة، وقد تمت مخاطبة فرع «السورية للتجارة» للإسراع بتسويق موسم التفاح، واعتذر مدير فرع «السورية للتجارة» يومها مع غياب أي وعود بتسويق المادة لعدم صدور التسعيرة التأشيرية التي صدرت بتاريخ 21/9/2021 وكانت عملية التسويق في نهايتها، كما بيّن أحمد، إذ إن المزارع لا يستطيع الانتظار طويلاً فثمار التفاح بدأت بالتساقط ليعمل على تسويق موسمه لأسواق الهال في المحافظة وما ترتب عليه من أجور نقل وسعر صناديق، إضافة إلى أن الأسعار في سوق الهال لم تكن توازي التكلفة الحقيقية لسعر الكيلو والبالغة /700/ ليرة، ولكن المزارع اضطر لبيع محصوله بسعر منخفض فوقع في خسائر كبيرة.
بدوره يقول المزارع أبو علي من منطقة الدريكيش: لجأت إلى تسويق الموسم لسوق الهال لأنني لا أستطيع وضعه في البرادات، فسعر الصندوق الواحد يصل لـ/3000/ ليرة، علماً أن أصحاب البرادات يحصلون على مازوت مدعوم ولكن هذا الدعم لم ينعكس علينا كمزارعين وكل هذا أوقعنا في خسائر كبيرة جداً لأن سعر الكيلو في سوق الهال لم يتجاوز 500-600 ليرة فقط، بينما يباع حالياً بسعر 1300 ليرة، وأنا وجميع مزارعي التفاح علينا مئات الآلاف من الديون على الصيدليات الزراعية وغيرها من مستلزمات الإنتاج وبتنا غير قادرين على تسديدها.
وقال أحمد: إن إنتاج منطقة الدريكيش من التفاح يبلغ /300/ طن وفرع «السورية للتجارة» لم يسوق أكثر من /27/ طناً فقط، ما جعل المزارع عرضة للاحتكار فباع محصوله بسعر لا يتجاوز نصف التكلفة، والخسائر الكبيرة التي مُني بها المزارع هذا الموسم ستنعكس على المواسم خلال السنوات القادمة من خلال التقصير من المزارع بخدمة الشجرة والتسميد والإهمال وبالتالي انخفاض الإنتاج.
ونوه أحمد إلى أن «السورية للتجارة» يتشعب عملها بشكل كبير وتسويق المنتجات الزراعية ليس أولى أولوياتها، وهدفها الأساسي اليوم التجارة والربح وليس دعم الإنتاج بتسويقه.
وطالب مزارعو التفاح بضرورة التحضير لتسويق موسم التفاح في وقت مبكر كل عام وليس الانتظار حتى نهايته كما حدث هذا الموسم من قبل «السورية للتجارة»، ووضع أسعار تناسب التكلفة مع هامش ربح والأخذ بالحسبان المواصفات لأنه إذا استمر الوضع على ما هو عليه فنحن غير قادرين على الاستمرار بزراعتنا وقد تتراجع وتنتهي، وأضافوا: ادعموا الفلاح بتـأمين مستلزمات الإنتاج وتسويقه، فالفلاح أولاً وأخراً هو الداعم الأساسي للاقتصاد.
من جهته المهندس محمود صقر مدير فرع «السورية للتجارة» في طرطوس أرجع تأخر البدء بتسويق التفاح إلى انتظار صدور الأسعار التأشيرية للمادة وقد بدأ الفرع باستجرار المادة من المزارع مباشرة بداية الشهر التاسع مع توفير الصناديق وسيارات النقل وتم تسويق حوالي /60 / طناً من التفاح هذا الموسم.
يذكر أن التقديرات الأولية لإنتاج المحافظة من التفاح لهذا العام بلغت 16160 طناً، كما بيّن المهندس محمد عبد اللطيف رئيس دائرة الأشجار المثمرة بزراعة طرطوس، وتبلغ المساحة الإجمالية المزروعة بالتفاح 3371 هكتاراً موزعة في مناطق المحافظة، وعدد الأشجار الكلي 103127 شجرة منها 962988 شجرة في طور الإثمار.