منذ بداية العدوان السعودي على اليمن، برز تفاعل سعودي كبير على شبكات التواصل الاجتماعي تناول مجريات الأحداث اليمنية, ويأتي هذا التفاعل كصدى لزيادة حجم اهتمام المجتمع السعودي بما يدور في اليمن.
ورغم أن الخطاب السائد لدى معظم الناشطين السعوديين يتطابق مع توجه النظام السعودي، لاعتبارات يتعلق أحدها بالرقابة الشديدة المفروضة على هذه المنصات التي لا تسمح بأي صوت معارض– إلا أنها تكشف مدى إقبال المجتمع السعودي على متابعة أخبار اليمن في السنوات الأخيرة، التي صارت تمس معيشتهم بشكل مباشر.
فقد تداول ناشطون سعوديون أمس عبر مواقع التواصل الاجتماعي وثائق منسوبة إلى وزارة دفاع النظام السعودي, تتحدث عن دراسة إنشاء مركز لأحوال العسكريين النفسية الذين شاركوا في الحرب على اليمن.
وقال الناشط والمعارض السعودي سعد الغامدي: “بعد 7 سنوات عجاف عاشها من عاش من العسكر, محمد بن سلمان يكتشف أهمية إنشاء مركز في وزارة الدفاع، لدراسة أحوال العسكر النفسية وغيرها”.
وأضاف الغامدي: للأسف كثير من العسكريين يعانون نفسياً ومالياً وكذلك عائلاتهم، من جراء هذه الحرب الخاسرة، التي بدأها ابن سلمان حين كان وزيراً للدفاع.
وقد أكدت الوثائق التي أرسلها محمد بن سلمان إلى هيئة الأركان العامة السعودية أهمية إنشاء مركز مختص في وزارة الدفاع, لدراسة كافة الآثار والجوانب النفسية والاجتماعية والمالية للجنود المشاركين في الحرب داخل الأراضي اليمنية, وذلك لإعادة تأهيلهم للقيام بمهام وأعمال أخرى .
ما جاء في هذه الوثائق يعيد للأذهان, ما حصل للجنود الأمريكيين الذين شاركوا في الحرب على فيتنام والعراق وأفغانستان, الذين عانوا بعد عودتهم من هذه الحروب من حالات نفسية سيئة, وحالات اكتئاب, أدت إلى زيادة حالات الانتحار بينهم.
محللون سياسيون قالوا: إن العدوان السعودي على اليمن يؤثر بشكل متزايد على المجتمع السعودي خصوصًا في المناطق الجنوبية, حتى وإن توقفت الحرب، ستستمر آثارها على الداخل السعودي لفترة طويلة.
وأضاف المحللون: لا تنحصر انعكاسات حرب اليمن على المجتمع اليمني فحسب, بل تطول أيضاً المجتمع السعودي الذي بات يتأثر بتطورات هذه الحرب وديناميكياتها, إذ أثّرت النفقات الاقتصادية الكبيرة التي تكبدها النظام السعودي، بشكل واسع في المجتمع، كرفع الضرائب، وزيادة تعرفة بعض الخدمات، وارتفاع أسعار المشتقات النفطية، كما أدت صواريخ المقاومة التي أطلقها الجيش اليمني نحو الداخل السعودي إلى قلق أمني مستمر لدى المواطن السعودي، وستظل هذه الآثار حتى في مرحلة ما بعد الحرب.
الآن وبعد سبع سنوات من العدوان الجائر عل الشعب اليمني، يحاول النظام السعودي إنهاء دوامة العنف التي بدأها, وذلك من خلال تقديم مبادرات سلام وإجراء مفاوضات مع الجيش اليمني واللجان الشعبية, الذي يحقق المزيد من الانتصارات, حيث اعتبر الكثيرون هذه المبادرات هروباً من العدوان, لأن النظام السعودي فشل فشلاً ذريعاً في خطته لإركاع الشعب اليمني وإخضاع اليمن لسلطته.