كانت الخضار فيما مضى الملاذ الأخير للمواطن للهروب من أسعار اللحوم والمواد الغذائية المرتفعة، لكنها اليوم باتت عبئاً ثقيلاً على جيوبه بعد أن ارتفعت أسعارها خلال الفترة الأخيرة، هذه الأعباء دفعت الكثيرين إلى تنفيذ مشاريع صغيرة لزراعة الخضار في حديقة المنزل أو على الأسطح أو في الشرفات لتحقيق نوع ما من الاكتفاء الذاتي، في حين دفعت البعض إلى جعلها مشاريع تعود عليهم بالفائدة.
فالمراقب لأسعار الخضار في الأسواق يستطيع أن يلاحظ قائمة الأسعار التي باتت صعبة المنال للكثير من الأسر ذات الدخل المحدود، فمثلاً سعر كيلو البندورة في أسواق المحافظة وصل إلى ١٣٠٠ ليرة والخيار إلى ٢٣٠٠ ليرة، بينما تراوحت أسعار البطاطا بين 2500 و 32٠٠ ليرة، ووصل سعر كيلو الفاصولياء إلى ٣٠٠٠ ليرة.
ارتفاع أسعار الخضار هذه دفع العديد من الأسر في محافظة السويداء للاعتماد في حياتهم المعيشية على ما ينتجونه محلياً من الزراعات المنزلية، لتقيهم الأسعار التي ترتفع شتاء باستمرار، ومنهم المواطن أحمد المعاز الذي وجد في صناديق الفلين والعبوات البلاستيكية والمعدنية الخاصة بالزيت مشروعاً منزلياً لزراعة الخضار وفي حديثه لـ«تشرين» قال: جهزت الصناديق على سطح منزلي بالتربة المناسبة والبذار الجيد وقمت بزراعتها، فزراعة هذه الخضار أمر أساسي بالنسبة لنا، لأنها تجنبنا الشراء مع ارتفاع الأسعار الخيالي في الأسواق، وزرعت البندورة والباذنجان والفليفلة والبقدونس.
بينما يزرع الموظف المتقاعد غالب درويش الخضار الشتوية في كل موسم ضمن حديقة المنزل، لتؤمن له المواد الأولية من حاجيات المنزل الأساسية، كالبقدونس والسلق والفجل والبصل والهندباء والفاصولياء وغيرها، لافتاً إلى أن ربة المنزل تجد صعوبة في تحضير وجبات الطعام في الشتاء وعندما تتوفر لديها هذه المواد الأولية تكون قد أمّنت وجبات يومية متنوعة غنية بالفوائد الغذائية لأفراد أسرتها، مضيفاً: هذه الخضار الشتوية توفر عليّ الكثير من المصاريف المادية، وأبيع وأعطي الفائض منها للجيران لتساعدني بمصروف البيت.
من جانبه أشار مدير الزراعة في محافظة السويداء أيهم حامد إلى أن الزراعات المنزلية غير مشمولة بعملية الدعم بالأسمدة أو البذار من قبل المصرف الزراعي لأن الدعم مرتبط بالمساحات المزروعة والزراعة المنزلية لا تحقق شرط المساحة، لكنها تشكل سلة غذائية للأسر وتسهم في عملية الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي وتخفف الأعباء والمصاريف على الأسرة وخاصة أننا منطقة زراعية.