ماركات مزورة.. أسواقنا متخمة منها!.. «كابلات» دمشق تشكو تزوير أمراسها الكهربائية
حماية المستهلك: دوريات نوعية متخصصة لقمع المخالفات
ليست هي المرة الأولى التي تتعرض فيها الشركة العامة لصناعة الكابلات في دمشق إلى تزوير منتجاتها واستغلال سمعتها الجيدة في السوق المحلية وتقليد منتجاتها الأساسية من قبل ضعاف النفوس من أصحاب الورش المتخفية بين الحارات والأحياء الشعبية, والتي تعمل ضمن شروط إنتاجية سيئة, ومنتجات أسوأ, يتخللها استخدام آلات بسيطة غير معقدة أو ثقيلة الوزن بحيث يسهل عليها التنقل مباشرة من مكان لآخر, بعيدة عن الرقابات المتعددة والمتنوعة ..
هذه الصورة توضحت من خلال المتابعة والملاحقة للمنتجات التي تعرض في السوق المحلية والتي تحمل هوية إنتاج شركة كابلات دمشق وعلامتها الفارقة (حوش بلاس)، حيث أكد مديرها العام المهندس عبد القادر قدور تلقي الشركة شكاوى كثيرة حول تقليد منتجات الشركة واستخدام ماركة الشركة لتسويق المنتجات المزورة والتي تحمل مواصفات وجودة لا تتناسب مع (علامة حوش بلاس ) المحمية للشركة بموجب قانون حماية الملكية .
أخطر الصعوبات
وأضاف قدور أن ظاهرة تزوير ماركة الشركة هي أخطر الصعوبات التي مازالت تعانيها الشركة, نتيجة تكاثر ورشات تعمل في الظل وتقلد منتجات الشركة وبيعها بالسوق المحلية على أنها كابلات صنع (حوش بلاس) بأسعار أقل من الشركة وبمواصفات مخالفة للشروط الفنية والمواصفات العالمية والقياسية السورية وذلك من قبل دخلاء القطاع والمعتدين على صناعة الكابلات والأمراس الكهربائية، لكن الشركة لم تقف مكتوفة الأيدي فكانت المعالجة لهذه الظاهرة وفق اتجاهين:
الأول من قبل الشركة حيث تم تشكيل فرق مراقبة من فنيي الشركة لمراقبة السوق ومتابعة منتجات الشركة بصورة مباشرة, والتأكد من نوعية المنتجات المطروحة و سلامتها وعدم طرح مواد مقلدة لمنتجات الشركة, الأمر الذي سهّل عملية الاتجاه الثاني في أعمال الرقابة من قبل حماية المستهلك التابعة لمديريات التجارة الداخلية وخاصة في دمشق وريفها حيث تم ضبط العديد من المخالفات في السوق حملت علامة حوش بلاس وهي مخالفة وبعيدة عن منتجات الشركة ..
غش بالحديد
وتأكيداً لهذا الدور وإضفاء الشرعية لأعمال الرقابة «تشرين» تواصلت مع مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في ريف دمشق سائر شيحا حيث أكد تسيير دوريات نوعية لمراقبة أسواق الكهربائيات والأمراس الكهربائية وخاصة بعد ورود عدة شكاوى من المواطنين بوجود أمراس كهربائية مخالفة للمواصفات القياسية السورية تترافق مع نوعية سيئة إلى جانب حالات التقليد لماركات مشهورة ولاسيما ماركة (حوش بلاس) للشركة العامة لصناعة الكابلات في دمشق, ووجود حالة من الغش فريدة من نوعها وذلك باستخدام أسلاك الحديد بدلاً من مادة النحاس ومطلية بمادة قريبة من لون الأمراس المصنوعة من مادة النحاس الخالصة, الأمر الذي تسبب بعدة حرائق في منازل المواطنين نتيجة استخدام الأمراس المخالفة لعدم صلاحيتها, والغش في نوعية المواد المستخدمة, إلى جانب ضعف قدرة الحديد على نقل الكهرباء ما يؤدي إلى اشتعال الأمراس ..
في الخفاء
وأضاف شيحا أنه من خلال المتابعة وسحب العينات من الأسواق ومتابعة ورود المادة والحلقات المتعاملة بها تمكنت دوريات الحماية من ضبط المنشآت التي تنتج وتزور ماركة حوش بلاس وغيرها من الماركات المعروفة معظمها في ريف دمشق وفي الأحياء الشعبية بعيدة عن الأنظار بحيث تسهل عملية التنقل وارتكاب أعمال الغش تم تنظيم الضبوط التموينية اللازمة وإغلاق المنشاة بالشمع الأحمر بجرم التزوير وتقليد ماركات مشهورة ومصادرة محتوياتها إلى جانب مصادرة أكثر من 550 ربطة من الأمراس المخالفة وسحب المخالف منها من الأسواق منعاً من استخدامها وبيعها للمواطنين..
لكن هذه المخالفات وأمثالها تكثر في المناطق البعيدة عن أنظار الرقابة, و في محافظة دمشق قليلة إلى حد ٍّما وفق رأي مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في دمشق محمد فوزي سعد لأسباب جغرافية, وبالتالي فإن الموجودة في أسواق المدينة والتي تم ضبطها مصدرها من المحافظات الأخرى, من دون أن نتجاهل وجود البعض منها في الحارات والأحياء الشعبية وخاصة مناطق المخالفات, حيث تم ضبط بعض الورش الصغيرة التي تعمل في الخفاء ومصادرة محتوياتها بعد تنظيم الضبوط التموينية اللازمة وإغلاقها وإحالة المخالفين إلى القضاء المختص ..
نوعية
وقبل ذلك تم تسيير دوريات نوعية متخصصة في مجال الكهربائيات وسحب عينات من الأسواق بعد ورود شكاوى من المواطنين بوجود أمراس مغشوشة ومزورة تشكل خطورة على المواطنين وبالفعل تم ضبط العديد من المحال التجارية التي تتعامل بها حيث تم تنظيم أكثر من عشرة ضبوط بسبب حيازة مواد مغشوشة ومزورة غير صالحة للاستخدام ومصادرة الكميات المخالفة ..
محكومون بالانتظار
وبالعودة إلى ماهية المخالفة فإنها ليست المرة الأولى التي تقلد فيها ماركة حوش بلاس لسمعتها الطيبة وجودتها العالية والأهم أنها منتج للقطاع العام ينتج وفق ضوابط إنتاجية وقانونية وفنية لا تسمح بالإساءة الى المنتجات ..
والأكثر أهمية وجود ماركات كثيرة في الأسواق مزورة يعمل أصحابها في الخفاء وتحتاج رقابة نوعية لضبطها وسحبها من الأسواق وخاصة لجهة ما يتعلق بالمواد الغذائية التي تكثر فيها حالات الغش فهل تفعلها حماية المستهلك ليس في دمشق وريفها ، بل في كل المحافظات ..!؟
نحن والمواطنون جميعاً بانتظار أخبارها والجميع محكوم بهذا الانتظار ..