أثارت تسعيرة عصر الزيتون التي أصدرها وصدق عليها المكتب التنفيذي لمجلس محافظة السويداء و البالغة ١٦٥ ليرة للكيلو الواحد على أن يكون التفل لصاحب المعصرة و٢٠٠ ليرة للكيلو الواحد و التفل للمزارع، اعترض مزارعي الزيتون لكون هذه التسعيرة وفق ما ذكره لنا عدد من هؤلاء المزارعين غير منصفة على الإطلاق.
ويشير المزارعون إلى أن رفع تسعيرة العصر هذا الموسم من ٦٥ ليرة حيث كانت الموسم الماضي إلى ١٦٥ ليرة هذا الموسم طبعاً حسب عائدية مادة التفل كما ذكرنا آنفاً سيزيد من أعبائهم المالية التي لم تتوقف عند أجور العصر، فمثلاً أجور القطاف هذا الموسم تزيد على ٣٠٠ ليرة على الكيلو الواحد وهذا عبء آخر يُسجل على المزارعين، علماً أن تسعيرة القطف عشوائية و يتم وضعها من قبل العمال أنفسهم، فإذا افترضنا أن من لديه طن زيتون سيكون مضطراً لدفع ٣٠٠ ألف ليرة كأجور قطف هذا ناهيك بأجور النقل، إذ يتقاضى أصحاب السيارات الناقلة للزيتون إلى المعاصر ٥٠ ليرة على كل كيلو زيتون، علاوة على ذلك هناك أجور التقليم والرش إضافة لأجور الفلاحة ولاسيما أن ساعة الفلاحة الواحدة على العزاقة تصل إلى ١٠ آلاف ليرة وذلك بذريعة عدم تأمين مادة المازوت للعزاقات وبالتالي شراؤهم المادة من السوق السوداء بسعر ٣٥٠٠ ليرة لليتر الواحد.
ومن خلال ما تقدم نستنتج أن تكلفة إنتاج وعصر الطن الواحد من الزيتون نحو٦٠٠ ألف ليرة، ولفت المزارعون إلى أنه أمام هذا الواقع ولتعويض المبالغ المالية التي دفعها الفلاح سيكون مضطراً لرفع سعر مبيع صفيحة زيت الزيتون التي من المتوقع أن يصل سعرها إلى ما يقارب ٢0٠ ألف ليرة هذا الموسم.
بدوره أوضح مدير زراعة السويداء المهندس أيهم حامد أن تسعيرة العصر يتم وضعها من قبل مديرية التجارة الداخلية في السويداء، ونحن بدورنا قمنا بإجراء دراسة عن تكاليف العصر لدى المعاصر إذ تبلغ هذه التكاليف وفق الدراسة ١٤٥ ليرة للكيلو الواحد مضافاً إليها هامش الربح وهذا تقدره لجنة التسعير في المحافظة، ونوّه حامد بأن إنتاج المحافظة من زيت الزيتون هذا الموسم يٌقدر بـ ٦٦٥ طناً، علماً أن إنتاج المحافظة من الزيت الموسم الماضي كان ١٦٠٠ طن.
من جهته قال رئيس دائرة حماية المستهلك في المحافظة جهاد طربية: بالنسبة لتسعيرة أجور عصر الزيتون هناك لجنة مشتركة ما بين مديرية التجارة الداخلية ومديرية الزراعة إضافة لعضو المكتب التنفيذي المختص لوضع تسعيرة مناسبة لأجور العصر، والتسعيرة الحالية مقبولة في حال تم الالتزام بها من قبل أصحاب المعاصر.
يشار إلى أن إجمالي المساحات المزروعة بأشجار الزيتون في المحافظة تبلغ حوالي تسعة آلاف هكتار ويوجد على ساحة المحافظة 6 معاصر، تعتمد جميعها على مبدأ الطرد المركزي علماً أنه تم تشكيل لجنة على مستوى المحافظة تضم ممثلين عن مديريات الزراعة والصناعة والبيئة والتجارة الداخلية وغرفة التجارة والصناعة مهمتها الإشراف على عمل المعاصر طوال موسم العصر من خلال جولات أسبوعية لمراقبة عملية عصر الثمار والمدة الزمنية اللازمة لكل مرحلة وخاصة مرحلة العجن والتخمير والنظافة وترحيل نواتج العصر من البيرين وماء الجفت.