انزلقت ليبيا إلى حالة من الفوضى بعد تنفيذ مخططات الإطاحة بالرئيس معمر القذافي بدعم من حلف شمال الأطلسي في عام 2011، ومنذ ذلك الحين وإلى يومنا هذا والأزمة في ليبيا لا تزال مستمرة على الرغم من جهود دولية للتوصل إلى تسوية سياسية .
البعض من المحللين يرون أن خطط السلام في ليبيا قدمت فرصة هشة للاستقرار بعد عقد من الفوضى والانقسام بين الفصائل المتحاربة هناك، والبعض الآخر يرى في المسار التفاوضي وفي إجراء انتخابات مقررة في كانون الأول ، حلاً للخروج من حالة الفوضى وعدم الاستقرار.
ومع ذلك، فإن الضغط لإنهاء الأزمة في ليبيا ومساعي الحل للخروج من تلك الأزمة وتحقيق السلام وجدت في طريقها الكثير من العراقيل، حيث تأثرت بالحجج السياسية التي يمكن أن تؤدي إلى تفكيك عملية صنع السلام وإحباط أي انتخابات، وفيما يلي كيفية تطور الجهود لإنهاء الأزمة في ليبيا نحو طريق السلام هناك:
– في 19 كانون الثاني 2020 اجتمعت قوى دولية في برلين تحت رعاية الأمم المتحدة لتحديد مسار لوقف إطلاق النار وخطة سلام طويلة المدى لليبيا.
– في 23 تشرين الأول 2020 وقع ممثلون عسكريون من الجيش الوطني الليبي والقوات المسلحة الموالية لحكومة الوفاق الوطني اتفاق وقف إطلاق النار في جنيف، ووعدوا بسحب المرتزقة الأجانب وإعادة فتح طرق العبور المغلقة عبر الخطوط الأمامية.
– في 11 تشرين الثاني 2020 اتفق أعضاء منتدى الحوار السياسي الليبي الذي عقدته الأمم المتحدة على خريطة طريق لتشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في 24 كانون الأول 2021.
– في 16 كانون الأول 2020، عقد مصرف ليبيا المركزي، اجتماعاً لكامل مجلس إدارته لأول مرة منذ سنوات من أجل خفض قيمة الدينار الليبي حيث تم وضع سعر صرف موحد لكل من المناطق.
لقد تشتت الجهود الدبلوماسية الرامية لإعادة توحيد ليبيا، بعد سنوات من اندلاع الأزمة ، وعلى القوى العالمية والإقليمية اغتنام أي فرصة وحتى إن كانت وجود يان كوبيش الممثل الخاص الجديد للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا كي تتحدث بصوت واحد وتعمل على بناء عملية سلام شاملة وفعالة في ليبيا.
ومن أجل تحقيق تقدم بشأن أي خريطة طريق جديدة في ليبيا، ينبغي أن يحظى مبعوث الأمم المتحدة الجديد إلى ليبيا بالدعم الكامل والعلني من الدول الأكثر انخراطاً في الحراك الدبلوماسي بشأن ليبيا، أي فرنسا، وروسيا، والمملكة المتحدة والولايات المتحدة؛ وقطر وتركيا وجيران ليبيا، بما في ذلك الجزائر، ومصر، وتونس وإيطاليا؛ والمؤسسات الإقليمية مثل الاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي.
*مركز الدراسات الإستراتيجية العالمي