قلبت المكاسب العسكرية التي حققها الجيش اليمني واللجان الشعبية على جبهة محافظة مأرب شمال شرق اليمن، ميزان المعارك لصالح الجيش مقابل قوى العدوان السعودي على اليمن، بعد أن تمت السيطرة على مديريتي الجوية والعبدية، الأمر الذي جعل قلب المحافظة محاطاً بقوات صنعاء من ثلاث جهات.
المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، كشف تفاصيل العملية العسكرية الواسعة “فجر الانتصار” التي نفذتها قوات الجيش واللجان في مأرب، وتمكنت بمساندة أبناء قبائل المحافظة من تحرير مساحة إجمالية تصل إلى 600 كم مربع خلال العملية، مؤكداً أن القوات المسلحة أصبحت اليوم على مشارف المدينة وتحاصرها من عدة جهات.
مراقبون سياسيون أكدوا أن سيطرة الجيش اليمني واللجان الشعبية على مديرية العبدية, بعد سيطرتهم على الجوبة، ناهيك عن المديريات الشرقية الجنوبية، والشرقية الشمالية لمأرب، تعني إحكام حصار ثلاثي على مجمع مدينة مأرب الكبرى، لافتين إلى أن استمرار الاشتباكات سوف يحسم المعركة لصالح صنعاء عسكرياً، وأن الصراع على مأرب أصبح قاب قوسين أو أدنى من الحسم لصالح الجيش اليمني واللجان الشعبية، وبذلك تكون ما تسمى سلطة “الشرعية” قد خسرت آخر معقل لها في الشمال اليمني.
مساران متوازيان اتبعهما الجيش اليمني في معركة مأرب مكّناه من تحقيق هذه الانتصارات وقلب ميزان المعركة لصالحه.
الأول المسار العسكري, فرغم أن المعركة في مأرب ليست قاصرة على المرتزقة وإنما هناك دعم جوي من القوات الأمريكية لتحالف “العدوان” عن طريق الضربات الصاروخية الجوية والطيران المسير التجسسي، إلا أن الجيش اليمني تمكن من التصدي لقوات العدوان السعودي وإفشاله في تحقيق أهدافه.
الثاني, هو مسار الحل السياسي, إذ بدأت جميع أجهزة الدولة التابعة لصنعاء، في التواصل مع وجهاء مدينة مأرب, وكثفت اتصالاتها مع زعماء القبائل، لضمان الموقف القبلي, من أجل تجنب الصدام مع المدنيين, أو أن يصابوا بأذى نتيجة المعارك والاقتحامات وقصف المدفعية، والعمل على تجنب ما قد يقترف المرتزقة من جرائم وإلصاقها بالجيش واللجان اللذين حققا تقدّماً سريعاً في هذا الاتجاه , إذ اتسعت دائرة القبائل الرافضة للانخراط في القتال إلى جانب قوات الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي, وقيام مئات المقاتلين اليمنيين بتسليم أنفسهم إلى الجيش واللجان.
أخيراً , ورغم الدعم الأمريكي الكبير والمستمر لقوات “تحالف” العدوان ,ورغم قيام هذا التحالف بتكثيف الغارات الجوية والضربات الصاروخية لإيقاف تقدم قوات الجيش واللجان في جبهة مأرب, إلا أن الأخير استمر بالتقدم وتحقيق المزيد من المكاسب الميدانية, وتمكن من هزيمة قوات “التحالف”, حيث يتوالى بشكل متسارع، سقوط المواقع والحاميات التي تشكّل خطّ الدفاع الأخير لقوات هادي، عن مدينة مأرب.