بينما يواجه العالم، والغرب بشكل خاص، أزمة طاقة خطيرة جراء الطلب المتزايد على الوقود الأحفوري، تعرقل العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران تخفيف هذه الأزمة.
فقدأدى تباطؤ تعافي الاقتصادات الكبرى من جائحة كوفيد-19 واستنفاد احتياطي الغاز في أوروبا خلال فصل الشتاء القاسي الماضي والأيام الباردة المقبلة، إلى زيادة الطلب العالمي على الطاقة وبالتالي ارتفعت أسعار السلع بشكل عام.
وسجلت أسعار الغاز مستويات قياسية في الدول الأوروبية، ما أدى إلى زيادة ملحوظة في أسعار بضائع وخدمات أخرى.
وتعتبر بريطانيا إحدى دول أوروبا الأكثر تضررا من هذه الأزمة بسبب انخفاض الإمدادات القادمة عبر بحر الشمال ومخزونها المحدود من الغاز. وهناك دول أخرى، من بينها إسبانيا وفرنسا، تعاني أيضا من الأزمة، حيث تشهد ارتفاعا في أسعار الكهرباء وسلع أخرى.
وفي نفس الوقت، ترتفع أسعار الغاز في الولايات المتحدة وسط زيادة مفاجئة في أسعار النفط، وفقا لصحيفة ((يو إس إيه توداي)).
ولا يزال الحل الفعلي لأزمة الطاقة لا يلوح في الأفق. وعلى الرغم من أن روسيا وعدت بزيادة الصادرات، فعلى ما يبدو أن موردي الوقود الأحفوري الرئيسيين الباقين غير قادرين أو – غير مستعدين – في الوقت الحالي للإسهام بشكل كبير في التخفيف من حدة الأزمة.
ايران أحد الحلول
تمتلك إيران موارد هيدروكربونية وفيرة. وكان لديها 32 تريليون متر مكعب من احتياطيات الغاز المؤكدة منذ عام 2019، حيث احتلت المرتبة الثانية في العالم بالنسبة لاحتياطيات الغاز التي مثلت حوالي 16 في المئة من إجمالي احتياطات الغاز الطبيعي العالمية، وفقا للاستطلاع الإحصائي للطاقة في العالم لعام 2020، الذي أجرته شركة “بريتيش بتروليوم” .
وبالإضافة إلى هذا، ذكر التقرير أن البلد كان لديه 156 مليار برميل من احتياطي النفط المؤكد منذ 2019، ليحتل المرتبة الرابعة في العالم وتمثل احتياطياته حوالي تسعة في المئة من إجمالي احتياطي النفط في العالم.
وقال مراقبون إن إيران، بفضل وقوعها على طول ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب وتمكُنها من الوصول إلى أعالي البحار وأوروبا عن طريق تركيا وآسيا الوسطى، يمكن أيضا أن تكون مصدرا للطاقة الرخيصة نظرا لموقعها الجغرافي.
اعتادت إيران ضخ نحو 2.8 مليون برميل من النفط الخام إلى الأسواق العالمية في اليوم الواحد، قبل انسحاب واشنطن من خطة العمل الشاملة المشتركة عام 2018 والعودة إلى فرض عقوبات أحادية تستهدف قطاع النفط والغاز في إيران بشكل أساسي.
كما تصدر إيران الغاز إلى بعض الدول المجاورة، من بينها تركيا والعراق، ويمكن أن تكون مُورِّدا موثوقا بالنسبة إلى أوروبا وباقي دول العالم على المدى الطويل.
وقال مرتضى بهروزي، خبير إيراني في مجال الطاقة، لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية ((إسنا))، إن إيران تستطيع أن تزيد صادراتها من النفط بواقع 1.5 مليون برميل في اليوم خلال أقل من ستة أشهر إذا تم رفع العقوبات، الأمر الذي بإمكانه أن يخلق وضعا متبادل الربح.
— ما هو العائق؟
لقد حرمت العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، العالم من مصادر الطاقة، في الوقت الذي منعت فيه الجمهورية الإسلامية من الحصول على مليارات الدولارات من العائدات السنوية، وبهذا خلقت لعبة ذات محصلة صفرية.
وقال وزير النفط الإيراني جواد أوجي في وقت سابق، إن الولايات المتحدة وبعض دول أوروبا أعاقت إيران عن تصدير النفط لسنوات عديدة، وإيران ليست هي الوحيدة التي تدفع الثمن. هذه السياسة الأحادية لها أيضا تأثير سلبي على الأمريكيين والشعوب الأوروبية.
وتحدث الوزير بعد اجتماع رئيسي لمنظمة الدول المصدرة للنفط وحلفائها، قائلا إن “إيران مستعدة لحل أزمة الوقود الحالية في العالم وتعويض النقص”.
وللوصول إلى هذا الهدف، دعا الوزير صناع القرار الغربيين إلى “تعلم الدرس والمساعدة في حل الأزمة” عن طريق رفع العقوبات غير القانونية وغير العادلة المفروضة على قطاع الهيدروكربون في البلاد.
“شينخوا”
قد يعجبك ايضا