«لا تلحقني.. مكورن»!

«واجب عزاء»، والأصول والتقاليد والعادات تفرض حضورك شخصياً، ولا يمكن استبدال طلتك البهية بتلفون أو برقية تعزية على «الفيسبوك»، ولا حتى بثلاث أو أربع باقات ورد طبيعي ولا اصطناعية والمصافحة على «أبو موزة» والبوسات الثلاث واجبة لأهل المغفور، ويمكن أن تصل لمن هم على يمين ويسار «كنباية» عائلة المرحوم!.
ثلاثة أيام كفيلة بتحقيق أربع خمس عطسات متتالية، و«زوغان» في العينين وطنين في الأذنين، لأصحاب القلوب والمناعة الضعيفة يليه شعور بالدوران والارتخاء العضلي حدّ «التلحف» بأكثر من غطاء، وأنت «المكورن» وجسدك في حالة قتال، وما بين الرافض والمدافع، والكرِّ والفِّر من حالة الإعياء لابدّ ستكون الرجفة والبردية نتيجة طبيعية أمام اختلاط مشاعرك الدفاعية، لتصير شخصاً معزولاً في غرفة معنونة بـ«ممنوع الدخول»!.
وما دام حُتّم على المعارف والأقارب عدم الدخول عليك، فمن الطبيعي أن خروجك من العزلة مرفوض.
الموظف أموره «محلولة» بتلفون يناشد فيه زملاءه بتعداد إجازاته ولملمة ما تبقى فيها من أيام وعطل والاستعانة ما أمكن بحلول الذاتية لتبرير الغياب، لكن ماذا لو عطس أولادنا، طلاب المدارس «ابتدائي وإعدادي وثانوي» أربع خمس عطسات متتالية وزاغت عيونهم وطنت أذنهم والرجفة والبردية حلّت على جسدهم، أكيد عندها ستكون الاستراحة واجبة، والتغيب لازم لأسبوع على أقل تقدير ريثما تزول الأعراض ويختفي السعال والإسهال من الطفل أو الشاب «المكورن» كي لا ينقل العدوى لغيره من الأصدقاء والزملاء، إلا أن الغياب المدرسي يحكمه قانون ويلزمه تقرير طبي، والتقرير الطبي من عند الحكيم، والحكيم بعيادته توجد ممرضة، والممرضة كما تعطيك موعداً تأخذ منك «كشفية»، وأقل أقل معاينة بأربع خمس آلاف إضافة إلى ثمن التقرير الطبي لتكون حسبة تبرير الغياب تقريب العشرة آلاف!.
يا سادة يا متعلمين يا “بتوع” المدارس، الإدارة فن، و«ضبضبة» الوباء تلزمها حكمة وبعد نظر يضبط المرحلة التعليمية ويساعد الأهل وولي الأمر بالتخفيف ما أمكن من مصروف ورسومات إضافية تثقل كاهل جزدانه المأزوم أصلاً!.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار