لا زالت أفعال رئيس النظام التركي أردوغان وحكومته تتكشف يوماً بعد يوم، لتؤكد الحقيقة الإجرامية التي تمارس بشكل مستمر تعبيراً عن المكنونات المتطرفة والعقلية الإرهابية التي يتمتع بها أردوغان وأركان حكمه.
وفي جديد تلك الحقائق اتهم تقرير أوروبي حكومة أردوغان بتكليف تنظيم “داعش” الإرهابي تنفيذ تفجير، نفذه انتحاريان أثناء مسيرة نظمت في العاصمة أنقرة عام 2015.
وذكرت وسائل إعلام تركية، أن تقريراً سرياً لمخابرات الاتحاد الأوروبي، اتهم حزب “العدالة والتنمية” الحاكم بتكليف تنظيم “داعش” الإرهابي تنفيذ مذبحة أنقرة تشرين الأول 2015.
وكان انتحاريان فجرا نفسيهما خلال مسيرة سلمية في العاصمة أنقرة، ما أسفر عن مقتل 103 أشخاص، فيما يعدّ أسوأ هجوم إرهابي في تاريخ تركيا المعاصر.
وحمّلت الحكومة التركية المسؤولية عن الهجوم لتنظيم داعش الإرهابي، لكن التنظيم لم يعلن مسؤوليته عنه؛ وهو ما رفع حدة التوتر بين الحكومة و”حزب الشعوب الديمقراطية” المعارض، الذي عدّ الهجوم موجهاً ضده.
وتعقيباً على التقرير وانطلاقاً من معرفة وإدراك العقلية الأردوغانية فإن لأردوغان اهتماماً كبيراً بتنفيذ تلك الجرائم، وتنظيم “داعش” لطالما كان اليد اليمنى له في تنفيذ أجنداته الإرهابية في المنطقة وفي الداخل التركي ضد معارضيه.
وإذا ما أردنا التطرق قليلاً إلى أفعال الإخواني أردوغان وتوسيع حلقة المشاهدة لما يجري في الداخل والخارج التركي منذ ما يقارب عشر سنوات يظهر جلياً بأن له ولحكومته باعاً طويلاً في توظيف داعش الإرهابي إضافة لفصائل إرهابية أخرى بمسميات أخرى بأعمال إرهابية لا تعد ولا تحصى.
فالمشهد السوري وحده كفيل بتوثيق عشرات الجرائم الإرهابية التي أمتهنها أردوغان بواسطة مرتزقته الإرهابيين، وما يحصل في الشمال السوري على أيدي إرهابيي العثمانية الجديدة يؤكد ذلك، وهذا أيضاً يؤكد آلية القمع والتنكيل التي يواجه فيها أردوغان معارضيه داخل تركيا منذ الانقلاب المزعوم وقبله وبعده.
وبشأن جرائم أردوغان داخل بلاده، فبالإضافة لقمع الحريات والتنكيل والاعتقال والقتل والتهديد وغيرها من الإجراءات الوحشية التي يمارسها أردوغان داخل تركيا فقد ذكرت تقارير عدة موثقة بأن السجون التركية على سبيل المثال مليئة بالمعتقلين الذين يعانون من أمراض خطيرة، وحسب تقارير أخرى فقد مات في العام 2019 في السجون التركية، 50 معتقلاً بينما استقبلت الجهات المختصة أكثر من 7 آلاف طلب من جمعيات حقوق الإنسان والمجتمع المدني، ولم ترد عليها.
وشهدت العديد من المدن التركية، الأحد الماضي، فعاليات مختلفة لإحياء الذكرى السادسة لهجوم أنقرة، غير أن الشرطة أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع ضد مشاركين فيها، واعتقلت أعداداً منهم في أنقرة.