قطاف القطن شارف على النهاية وتعليمات تسويقه لم تصل الحسكة بعد ..!

على الرغم من أن قطاف محصول القطن في محافظة الحسكة شارف على نهايته متجاوزاً ثلثي الكمية المقدرة للإنتاج من قبل مديرية الزراعة، فإن عمليات تسويق هذا الإنتاج إلى المؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان ممثلة بالمحلج المنشاري في مدينة الحسكة لم تبدأ بعد، الأمر الذي من الممكن أن يدفع الفلاحين إلى تسويق أقطانهم إلى التجار.
فقد ذكر مدير المحلج المهندس محمود فؤاد عيشة لـ«تشرين» أن أي كمية من إنتاج الموسم الحالي من محصول القطن لم تصل إلى المحلج حتى الآن. مبيناً أن التعليمات المتعلقة بتسويق القطن في محافظة الحسكة لم تصل بعد، علماً أن تسويق إنتاج القطن في المواسم السابقة كان يتم عبر لجنة مكوّنة من ممثلين عن مديرية الزراعة واتحاد الفلاحين والمحلج المنشاري كممثل للمؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان، حيث تقتصر مهمة اللجنة على منح الفلاح صاحب الإنتاج وثيقة تثبت أن إنتاجه من حقول محافظة الحسكة لكي يتم احتساب أجرة الشحن من الحسكة إلى حمص أو حماة للفلاح.
وأشار المهندس عيشة إلى أن المؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان كانت قد باشرت خلال الموسم الماضي باتخاذ الإجراءات اللازمة لإحداث مركز لاستلام الأقطان في محافظة الحسكة ضمن موقع الشركة العربية للثروة الحيوانية في القامشلي، وذلك إدراكاً من المؤسسة لأهمية هذا المركز والدور الذي يمكن أن يلعبه في دفع الفلاحين إلى زراعة كامل المساحة المقررة في الخطة لزراعة القطن، حيث تعدّ المساحة المزروعة بمحصول القطن في محافظة الحسكة متواضعة جداً نتيجة تراجع هذه الزراعة في السنوات الأخيرة، لأسباب عديدة أبرزها عدم وجود مركز لاستلام الإنتاج في المحافظة الأمر الذي يزيد من معاناة الفلاحين وتكبدهم مصاريف إضافية نتيجة نقل الإنتاج إلى محافظات المنطقة الوسطى وتسليمه لمحالج القطن في محافظتي حمص وحماة.
من جانبه قال مدير الزراعة المهندس رجب السلامة لـ« تشرين» أن عمليات قطاف القطن مازالت مستمرة في مختلف أنحاء المحافظة. وقد تم حتى الآن قطاف ١٠٧٠٠ طن من مساحة ٢٩٠٠ هكتار. مبيناً أن المساحة المزروعة في المحافظة خلال الموسم الحالي تبلغ ٤٦٧٩ هكتاراً من المساحة المقررة في الخطة والبالغة ١٦ ألف هكتار، وتعود أسباب عدم زراعة كامل المساحة المخططة حسب المهندس السلامة إلى الصعوبات التي تواجهها الزراعة في المحافظة بشكل عام وأبرزها عدم توافر مستلزمات الإنتاج وحوامل الطاقة وقلة الأيدي العاملة وتوقف المصرف الزراعي عن التمويل واعتداءات الاحتلالين التركي والأمريكي والميليشيات المدعومة من قبلهما على المحافظة، لافتاً إلى أن الحقول المزروعة بالقطن تتركز في مناطق أبو راسين والدرباسية وبئر الحلو الوردية (تل براك). وحسب التقارير المقدمة من الدوائر الزراعية في المحافظة والتي أعدت من خلال الكشف الحسي والميداني على بعض الحقول المزروعة تم تقدير الإنتاج من قبل مديرية الزراعة للموسم الزراعي الحالي ٢٠٢١ بنحو ١٦ ألف طن والمحصول جيد وخالٍ من الإصابات الحشرية التي بقيت من دون العتبة الاقتصادية وضمن الحدود الطبيعية نتيجة التزام الفلاحين بالإرشادات الزراعية المقدمة من الفنيين الزراعيين في الدوائر الزراعية والوحدات الإرشادية المنتشرة في جميع أنحاء المحافظة.
يذكر أن محافظة الحسكة كانت الأولى على مستوى سورية بإنتاج القطن، حيث وصل إنتاج المحافظة في بعض السنوات إلى نصف مليون طن، لكن زراعة هذا المحصول شهدت تراجعاً واضحاً في السنوات الأخيرة لأسباب وعوامل جراء الاحتلالين التركي والأمريكي لأجزاء من المحافظة إلى أن وصلت الأمور إلى عدم الالتزام بتنفيذ الخطة المقررة والاكتفاء بزراعة جزء ضئيل من المساحة المخططة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار