البطاطا تنسحب من الموائد.. و«الزراعة» تتوقع انخفاضاً بأسعارها قريباً
شهدت أسعار البطاطا ارتفاعاً كبيراً بأسعارها لتتربع على قائمة الخضراوات الأكثر غلاء لتصبح حديث الشارع اليومي حول السبب في ذلك الارتفاع لاسيما أن البطاطا كانت تسمى في وقت من الأوقات (خبز الفقراء) وكانت الملاذ الآمن لغذاء الكثير من الأسر ذات الدخل المحدود.
«تشرين» بحثت عن الأسباب التي أدت إلى ارتفاع أسعار البطاطا في الأسواق المحلية، إذ وصل سعر كيلو البطاطا المالحة إلى 1800 ليرة، والحلوة إلى حدود 1300 ليرة.
وعن السبب بارتفاع سعر البطاطا في الأسواق أوضح معاون مدير الانتاج النباتي في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي ظافر عساف أنه خلال العروة الربيعية الماضية شهد محصول البطاطا انخفاضاً في الإنتاجية، وهناك عدة أسباب ساهمت بانخفاض الإنتاج ولعل في مقدمتها تعرض المنطقة الوسطى خلال تلك العروة للصقيع لثلاث مرات ما أدى إلى ضعف قدرة النباتات على التعويض نتيجة لضعف الخدمة المقدمة بسبب ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج، أضف إلى ذلك حدوث موجات من الحر خلال الشهر الخامس والسادس ما انعكس سلباً على كميات الإنتاج وتالياً بات مخزون إنتاج البطاطا غير كاف.
وأضاف عساف: كذلك الظروف المناخية التي بدأت بانحباس الأمطار في بداية العروة الربيعية ما اضطر مزارعي البطاطا الحاجة للاعتماد على الري وبالتالي زيادة التكلفة نتيجة الحاجة للمحروقات.
وأشار عساف إلى أن تقديرات إنتاج البطاطا في موسم العروة الربيعية الماضي كانت بحدود 575 ألف طن ولكن لم تصل كميات الإنتاج إلى ما كان متوقعاً، إذ أنتجنا حوالي 385 ألف طن، مضيفاً: لكبح فورة ارتفاع أسعار مادة البطاطا اتخذت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي قرار إيقاف تصدير المادة من بداية شهر تشرين الأول وحتى 15 آذار المقبل.
ونفى عساف وجود نية لاستيراد البطاطا فحالياً نحن ننتظر إنتاج العروة الخريفية من محصول البطاطا التي تمت زراعتها وسيبدأ إنتاجها بمنتصف شهر تشرين الثاني لهذا العام، ومن المتوقع أن تشهد أسعار البطاطا خلال هذه الفترة انخفاضاً ملحوظاً لبدء عمليات الإنتاج، منوهاً إلى أن مؤسسة إكثار البذار حصلت على موافقة من رئاسة مجلس الوزراء لاستيراد حوالي ألفي طن من البذار، كما أن البنك المركزي وافق على المساعدة بتمويل استيراد عشرة آلاف طن من بذار البطاطا عبر القطاع الخاص.
بدوره عضو لجنة دراسة وتطوير واقع سهل الغاب الدكتور المهندس بسام إبراهيم السيد بيّن أن هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى حدوث فورة بأسعار البطاطا في الأسواق ومنها ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج والمازوت، وتحول أكثر الآبار للعمل على الكهرباء ونتيجة لارتفاع ساعات التقنين الكهربائي وعدم تمكن المزارعين من ري حقولهم ما أدى إلى انخفاض الإنتاج في وحدة المساحة، مضيفاً: كانت المساحة المزروعة من محصول البطاطا عام 2011 تبلغ (35249) هكتاراً وصل إنتاجها لحوالي (713256) طناً، علماً أن ما يزيد على 49% من تلك المساحة كانت موجودة في إدلب وحماة والغاب، ونتيجة لخروج الكثير من الأراضي في إدلب (خان شيخون، الهبيط… الخ) وفي حماة وفي الغاب (قلعة المضيق-كفر نبودة- كرناز- تل ملح-الحماميات… الخ) من العملية الاستثمارية بفعل الإرهاب حدث هناك تراجع كبير في إنتاج البطاطا.
ووضع السيد عدة مقترحات للنهوض بواقع زراعة البطاطا ومنها تأمين مستلزمات الإنتاج في الموعد المحدد وضرورة دعم أصحاب الآبار الارتوازية للتحول لاستخدام الطاقة البديلة واستخراج المياه لري حقولهم، والإسراع بعودة الأهالي إلى قراهم في المناطق المحررة ومساعدتهم في تأهيل أراضيهم والآبار الارتوازية وتقديم القروض اللازمة.