سمحت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، ولأول مرة، بنشر أجزاء من محاضر وبروتوكولات اجتماعاتها، برئاسة جولدا مائير، خلال حرب تشرين التحريرية 1973، بالإضافة إلى أجزاء من مذكرات مكتب مائير، والتي يمكن من خلالها فهم اعتقادات ومشاعر قادة الاحتلال خلال أيام الحرب، التي توزعت بين الغضب والفوضى إلى النشوة الكاذبة.
وحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية، فإن البروتوكولات المذكورة تم نشرها في الذكرى الثامنة والأربعين لاندلاع الحرب، مما يسمى بـ “أرشيف الدولة “، في أعقاب الالتماس الذي قدمه مركز “يوم كيبور الحربي” والمحامي بني باريتز للمحكمة العليا.
وبينت الصحيفة العبرية، أن أحد البروتوكولات التي تم الكشف عنها من يوميات مدير مكتب رئيس حكومة الاحتلال كان في صباح 7/10، أي بعد يوم واحد من بدء حرب تشرين.
وفي مؤشر يظهر حالة الغضب والمفاجئة التي أصابت أعضاء حكومة الاحتلال، قالت رئيسة حكومة الاحتلال خلال الاجتماع في اليوم المذكور: “إنهم (العرب) لن يهاجموا إلى حد أو خط معين، سيصنعون خطوطاً جديدة وسيستمرون في الهجوم، والدعم الذي نتلقاه من العالم سيختفي، وسيلقى بنا كما الكلاب، لأن العالم لا يحب اليهود، خاصة اليهود الضعفاء”.
وبعد يوم واحد من حديث مائير، في بروتوكول آخر تم الكشف عنه، تشير الصحيفة العبرية إلى أن السكرتير العسكري لمائير، العميد يسرائيل ليئور، ادعى بأن “الهجوم الإسرائيلي في الجنوب كان ناجحاً وأن الخط المصري سينهار”، ما يشير إلى النشوة الكاذبة التي كانت “إسرائيل” فيها، والتي لم تستوعب التغيير في علاقات القوة مقارنة بحرب حزيران 1967، وفي النهاية، تبين أنه خطأ وأن الهجوم الإسرائيلي فشل.
وفي بروتوكول مؤرخ في 19 أكتوبر، أجرى وزير جيش الاحتلال موشيه ديان “تقييماً ذاتياً” متسائلاً عن سبب عدم وجود تحذير، وقال ديان: ما كان ينبغي أن تكون النتائج كما كانت، وكان يجب أن نوقفها، لم نقم بتقييم قدراتهم القتالية بشكل صحيح، مشيراً إلى أن “إسرائيل” لن تكون قادرة على شن حرب طويلة وتكون النتائج لصالحها.
وتظهر الوثائق الجديدة التي تم الكشف عنها كيف ناقش الإسرائيليون تطورات الحرب، على سبيل المثال، في اجتماع لحكومة الاحتلال، عقد مساء 21/10 ، قال وزير جيش الاحتلال، ديان، للحاضرين: من المستحيل قصف موقع جبل الشيخ بالمدفعية الثقيلة، والذي كان قد تم استرداده بالفعل من قبل الجيش السوري.
وحسب المحاضر، في نفس اليوم عند منتصف الليل، تحدثت مائير في اجتماع حكومتها، عن الخسائر العديدة التي تكبدتها “إسرائيل” في الحرب، وقالت: عند إطلاق النار دائماً هناك ضحايا، وزعمت “أن الحكومة اتخذت قرارات صائبة للغاية حالت دون مقتل إسرائيليين آخرين”.