رئيس دائرة آثار درعا: ترميم المتحف أصبح ملحاً
توقف العرض المتحفي في متحف درعا الوطني منذ عام 2011 وتم نقل القطع الأثرية التي كانت موجودة فيه إلى دمشق للحفاظ عليها من التعديات الإرهابية حينها، ولا يزال المتحف متوقفاً عن العرض إلى يومنا هذا، بينما دوام الكادر الوظيفي لا يزال قائماً في المبنى، وبعد تحسن الظروف مؤخراً في مدينة درعا نتيجة إرساء الأمن والاستقرار في أحيائها بات تأهيل هذا المتحف من الضرورات الملحة.
وبهذا الشأن أكد الدكتور محمد خير نصر الله رئيس دائرة آثار درعا أن الترميم الإسعافي للمتحف أصبح ملحاً لتلافي الأضرار التي تعرض لها خلال سنوات الحرب على سورية والتي طالت جدرانه الخارجية من عدة جهات وكذلك خزن العرض الداخلية، وذلك من أجل أن يتلاءم وطبيعة دور المتحف والبدء بالعرض المتحفي من جديد، لافتاً إلى أنه تم بهذا الاتجاه تقديم طلب عبر المديرية العامة للآثار والمتاحف لترميم المتحف، وبعد موافقة رئاسة مجلس الوزراء تم رصد اعتماد على باب إعادة الإعمار لتنفيذ بعض الأعمال بقيمة 120 مليون ليرة ، وجرى الإعلان عن مناقصة للمشروع عدة مرات لكنه لم يتقدم إليها أي عارض والسبب أن عملية الصرف على باب إعادة الإعمار تتأخر كثيراً ونتيجة ذلك لا يزال المشروع عالقاً حتى الآن، وكان من نتائج التأخير أن الأعمال التي كانت مدرجة بالترميم جرى اختصار بنود منها بعد فشل المناقصة تلو الأخرى والسبب تبدلات الأسعار وارتفاعها المتلاحق، وحالياً بانتظار إيجاد المخرج المناسب لتأمين الاعتماد بشكل يمكن من صرفه حسب الأصول ومن دون تأخير بشكل يشجع المتعهدين على التقدم للمناقصة والبدء بالأعمال بأسرع ما يمكن.
من جهته أمين متحف درعا الوطني وائل كيوان، أشار الى أن متحف درعا يعد من أبرز المعالم الموجودة في المحافظة، وهو ذو تصميم حديث يتميز بإكسائه بالحجر البازلتي على غرار النمط السائد في المنطقة، وتبلغ مساحته الطابقية حوالي 1900 متر مربع تتوزع على قبو وطابق أرضي وطابق أول فني وبهو، إضافة للحديقة التي تبلغ مساحتها حوالي 5 آلاف متر مربع.
وبيّن كيوان أن المتحف كان يزخر أثناء استثماره قبل عام 2011 بالعديد من القطع الأثرية التي تختزل جانب من الحضارة السورية ، والتي تبدأ من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث، وتتنوع المعروضات ما بين منحوتات حجرية وأوان فخارية وزجاجية ومعدنية وتماثيل بشرية وحيوانية ونباتية ولقى جنائزية، وفيه عدة أقسام لعصور ما قبل التاريخ والشرق القديم والآثار الكلاسيكية (الهيلينستية والرومانية والبيزنطية) والفن المعماري الإسلامي والتقاليد الشعبية والفن الحديث، علماً أن المتحف كان يحتوي على حوالي 2000 قطعة أثرية فيما حديقة المتحف الأثرية تضم مجموعة من المنحوتات الحجرية بأشكال مختلفة تعود إلى عصور متنوعة، بمعنى أن المتحف يغطي كل المراحل الزمنية من تاريخ منطقة جنوب سورية، التي تبدأ من عصور ما قبل التاريخ أي ما يقارب الـ 500 ألف عام وحتى العصر الحديث، كذلك هناك قسم للفسيفساء يضم العديد من اللوحات المكتشفة في المنطقة والتي تعود للفترة البيزنطية أي ما بين القرنين الرابع والسادس الميلاديين، ومنها لوحات تمثل الطبيعة والبقاء ومناظر إنسانية وبشرية.
وشدد أمين متحف درعا على مطالبة المعنيين بضرورة الإسراع بترميم مبنى المتحف وإعادة تأهيله والعمل على تجهيز صالاته بخزن العرض المناسبة من أجل إعادة عرض هذه المقتنيات والحفاظ عليها وفق الشروط والمواصفات المتحفية.