طرطوس تحتفل باليوم العالمي للسياحة .. معرض تراثي يحاكي تنوع الحضارة السورية
بمشاركة ما يقارب/ ٤٤/ حرفياً وحرفية أقامت مديرية السياحة في طرطوس اليوم بالتعاون مع اتحاد الحرفيين معرضاً للحرف التراثية التقليدية بمناسبة الاحتفال المركزي في اليوم العالمي للسياحة والذي أقيم في شاطئ الكرنك العائلي في طرطوس بحضور فعاليات رسمية وشعبية.
وقال عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الحرفيين بطرطوس منذر رمضان: حقيقة لن تكفي أسطر قليلة لتفي ما أنتجه الحرفيون السوريون في هذا المعرض، فهم مبدعون بالفطرة كما أن هناك جسراً يمتد من الماضي عبرهم ليشكل نقطة انطلاق إلى المستقبل، محافظين على جوهر حضاراتهم مصممين على نقلها إلى أبنائهم وأحفادهم وغير متناسين بأن عليهم مواكبة التطور ومجاراة العالم من خلال العلم، و لن نسمح لأحد أن يبدل مسار سفينتنا، فنحن ما زلنا نمتلك إرادتنا وسترسوا سفينتنا بما ورثناه مضافاً إليه حضارتنا بالمكان والزمان الذي نحدده، سورية التي أنجبتهم ما زالت ولادة بالإبداع والمبدعين وستبقى بلاد الشمس التي أنارت العالم بالعلم والحب والإرادة، مؤكداً أن المعرض هو رسالة لمن أراد أن يمحو ذاكرة الأجيال، ولمن يعمل على تدمير معالم حضارتنا وتاريخنا، مفادها بأنه مهما دمرتم من منشآت وورش ومهما سرقتم من حضارتنا لتصنعوا لذاتكم أمجاداً وتاريخاً مزيفاً، فإن العقل السوري ما زال يحتفظ بموروثه محافظاً على جذوره.
وفي جولة لـ(تشرين) على المعرض لاحظنا أن المعرض تضمن أعمالاً فنية متنوعة من الحضارة السورية وموروث الأجداد حيث تميز بالتنوع اللافت من ما صنعته الأيدي الماهرة للحرفيين المتقنين لفنهم المتعلقين بجذورهم وأصالتهم، ففي كل ركن من أركان المعرض نجد قصة تروي حقبة من تاريخ قديم ومعاصر، حيث نرى الأعمال الفنية التي أعادتنا بالذاكرة إلى طبق القش كيف كانت العائلة تلتم حوله لتناول طعامها وقد أصبح الآن يعلق على الجدار كلوحة شهدت على تقاسم الرغيف بين الأخوة وكيف نما الأطفال وكبروا وهم رفاق له بطعامهم وجلساتهم التي كانت مفعمة بالطيبة والحب والتآخي بين الأهل، وهنا نجد المنديل الذي كانت ترتديه النسوة ما زال يحافظ على بريقه وقيمته وبمحاذاته نجد الحلي التي تزينن بها ما زالت بلمستهم التراثية ومنها ما تم تطويره ليتماشى مع الأذواق المعاصرة، وللخيزران مكانته حيث تحول إلى أشكال فنية متنوعة من خلال تطويعه بأنامل أبدعت صنعه، كما ضم المعرض لوحات فنية بألوان متعددة وقصص تروى عنها صممت بأوراق الفضة وتزينت بالأحجار الكريمة إضافة إلى منحوتات تجسد إحساس الفنان ورؤيته للماضي والحاضر، كما أن للسفن الفينيقية حضورها بمجسمات تكاد تبحر وتعيدنا بالذاكرة إلى تاريخ نفتخر به لأن أجدادنا هم أول من صنع السفن وعلم العالم فن الإبحار والتجارة عبر البحار.