– يُشبهنا أيلول: يقول الليل، وهو يوزع غيمه على السماء بتفاصيل تأخذ من سواد شَعرك انعتاق المعنى إلى الضدّ!.
– يقول أيلول: هي الظلمة؛ وحدها؛ من تشير إلى أن هناك نوراً يستحق الانتظار.
– لماذا إذاً نختار السواد ليكون دليلنا إلى الشج، بينما أحلامنا تستعير من الظلمة أحقيتها باستدعاء الفجر، ترى أيهما كان الأسبق لحظة انبعاثنا من العدم!.
– في العدم كنا توءمين، كلّ منا ينتظر الآخر، شعركِ كان الدليل، وكنتُ حينها أتابع جداوله بصبر «سيزيف» لأكمل تفاصيل اللوحة.
– يقول أيلول: في الرسم سيكون السواد حليف ثوبها، وأقول: مِنْ شَعرها يبدأ العدم؛ كشلال أنيق؛ بالتلاشي، ورويداً رويداً سوف تكون هناك مدن وشوارع وموسيقا تفرد انتظارها على مفرق ما من اللوحة.
– يقول الغيم: تعاقب فصولي يبشر بأن الزمن يحدو بكَ إلى السقوط، وكلانا في مستقرٍ لا مركز له، موسيقاه من فراغ يعزف أشجانه على أوتار دائرة محاطة بأشجار أيلول.
– يقول الشجن: لا تنظر إلى الغادي، أنا هناك فإن اكتفيت بتأمل الصورة صرت مني، وإن ضممت محتواها هجرك أيلول، هي تدرك ذلكَ، لهذا خيرتكَ بين العدم والنقيض.
– لماذا اختارت النعاس إذاً؟!.
– لتمنحكَ فرصة التحليق، بين الماء والسواد، يقول الليل، وهو يهمّ بامتطاء مجاذيف من ينتظره في البعيد.
– لِمَ لا تكون غايتها الاختباء بداخل قصيدة: أسأله، طالباً منه التراجع عن قراره بالرحيل!.
– يجيب أيلول: لو لم تكن هي اللغة، لاستوى النقيضين، وغابت الموسيقا من شجن السهر.
– والنعاس!.
– يقول الفجر لا بدّ أن تنام، فالعدم، أيضاً، له صحوة، فإن كنتَ منها نجوت، وإن جافيتها احتضنكَ الفراغ إلى الأبد الآبدين!.
– يقول أيلول: في النوم تحلّ صورتها على وسادتك مواسم من رقص السماح، سيكون اللحن مطراً، والدوار موسيقا تستفيق من مقام أيلول ليسجل تاريخاً لا يمسه الخريف!.
– أهو امتحان؟.
– يقول الفجر: لا بدّ من أن توقظ النوم قبل أن يفلت السواد من سرٍّ، وتفضحكَ القصيدة!.