تتواصل أعمال ترميم بعض الصروح الأثرية المهمة في محافظة درعا للحفاظ عليها من التداعي والانهيار وإظهارها بالجمالية التي تستحقها، وذلك بعد أن كانت تعرضت لأضرار متفاوتة خلال السنوات الفائتة.
وأوضح الدكتور محمد خير نصر الله رئيس دائرة آثار درعا أن المباشرة بدأت بتنفيذ مشاريع الترميم للمباني الأثرية العائدة ملكيتها للدائرة والمدرجة ضمن خطتها للعام الحالي حسب الأولوية، وتشمل الأعمال ترميم أروقة المسرح الروماني في حي درعا البلد كمرحلة أولى لكونها تعرضت لأضرار متفاوتة جراء الاعتداءات الإرهابية، علماً أنه يقع وسط البلدة القديمة ويعد من المسارح الرومانية المتوسطة الحجم التي بنيت خلال العصر الروماني من الحجر البازلتي الأزرق فوق أرضية من الصخر الكلسي، ويبلغ عدد صفوف المتفرجين فيه 13 صفاً تتسع لنحو 3 آلاف شخص، ويتكون أيضاً من ساحة الأوركسترا والمنصة الأمامية والأروقة، كما تشمل الأعمال ترميم قلعة المزيريب كمرحلة ثانية حيث كانت تعرضت هي الأخرى لأضرار وأعمال تنقيب سري خلال السنوات السابقة، وهي قلعة تراثية مؤلفة من عدة أبراج واسطبلات يزيد عمرها على 500 عام وكانت تستخدم في بعض الفترات الزمنية مركزاً لتجمع الحجيج، علما أنه تم في عام 2012 استملاك العقارات المحيطة بها للتمكن من تنفيذ أعمال الترميم وإظهار جماليتها.
ولفت رئيس الدائرة إلى أن مشاريع الترميم تلك تأتي بهدف الحفاظ على المباني الأثرية من التداعي والانهيار وإبقائها على حالتها الأصلية لكونها تمثل إرثاً لنا وللأجيال القادمة وشاهداً على تعاقب العديد من الحضارات على بلدنا، علماً أن قيمة الأعمال في المشروعين تبلغ 180 مليون ليرة مبدئياً، وفي حال توفر اعتماد آخر يمكن المباشرة أيضاً بمشروع ترميم طاحونة المزيريب.
وأشار نصر الله إلى أن الدائرة تتابع بالتوازي أعمال ترميم الجامع العمري في درعا البلد التي بدأت بالتعاون مع المجتمع المحلي ومديرية أوقاف درعا، وذلك وفق أحدث المعايير وبما يفضي إلى تجاوز بعض الأخطاء الترميمية التي تمت في القرن الماضي، كما تتابع الإشراف على الترميم الإسعافي في كنيسة شقرا الأثرية لتلافي بعض الثغرات في قاعدة القبة وتركيب زجاج للنوافذ بدل المتكسر بهدف الحفاظ عليها وإعادة الحياة إليها.
يذكر أن الدائرة انتهت خلال النصف الأول من العام الجاري من أعمال الترميم للمشاريع التي تمت المباشرة فيها منذ العام الماضي، وتشمل ترميم معبد المتاعية وقصر زين العابدين في مدينة إنخل كمرحلة ثانية.
قد يعجبك ايضا