استعصت مؤونة المكدوس لهذا الموسم على معظم الأسرّ وتنحت جانباً لتلحق بقائمة المحذوفات الطويلة التي شملت أغلب أنواع المؤونة المعتادة، وذلك بسبب ارتفاع أسعار مستلزماتها بشكل جنوني.
وأوضح عدد من أرباب الأسر لـ”تشرين” أن المكدوس الذي كان من أساسيات مؤونة الأسر أصبح بعيد المنال لارتفاع تكاليف مكوناته، والغريب أن محافظة درعا المنتجة للباذنجان والفليفلة لم يعدّ بمقدور أهلها تحمل ثمنهما الجنوني، حيث وصل سعر الكيلو الواحد من الباذنجان وعلى رأسه صنف الحمصي المرغوب جداً للمكدوس لنحو 850 ليرة ، فيما فاق سعر كيلو الفليفلة الحمراء سواء أكانت حلوة أو حادة (المونسة) 1500 ليرة، وهذه الأسعار تفوق أسعار الموسم السابق بحوالي 5 أضعاف للباذنجان و 4 أضعاف للفليفلة.
وأشاروا إلى أن ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج ليست السبب الوحيد في تحليق أسعار المحصولين آنفي الذكر، بل هناك سبب آخر يتمثل بالتصدير لكميات كبيرة منهما وبدء الكثير من المشاغل بسحب كميات كبيرة منه بهدف التخليل وشغل المكدوس ومن ثم التصدير للخارج، آملين ترشيد عملية التصدير وحصر كمياته بالفائض عن حاجة السوق المحلية.
وتطرق آخرون لبقية مستلزمات المكدوس ذات التكاليف الباهظة والمتمثلة بالثوم والجوز والزيت والغاز اللازم لعملية «السلق»، لكنهم تساءلوا: إذا تم الاستغناء عن المكدوس فما البديل الأرخص في وجبتي إفطار وعشاء الأسرّ، فالألبان والأجبان وكذلك البيض والزيتون وغيرها أصبحت أسعارها فلكية هي الأخرى! لافتين إلى أن الأسعار على ما يبدو لا يمكن خفضها بشكل ملموس لتبقى المشكلة بضعف الدخل الذي يحتاج إلى تحسين ليواكب أسعار تلك المواد وغيرها.
وتحدث عدد من الفلاحين عن معاناتهم الناتجة عن ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج التي أصبحت خيالية ولاسيما للأسمدة والمبيدات والبذار وأجور اليد العاملة وأجور آليات الفلاحة والنقل، كذلك ارتفاع سعر مادة المازوت لزوم تشغيل الآبار الزراعية التي تباع في السوق السوداء بأكثر من 3 آلاف ليرة لليتر الواحد، وخاصةً أن المخصصات التي توزع على المزارعين بالسعر النظامي لا تغطي الحاجة الفعلية، آملين دعم الفلاحين بقروض ميسرة تسدد على الموسم، وتخفيض تكاليف مستلزمات الإنتاج و تخفيف أعباء تكاليف العملية الزراعية بما ينعكس على تخفيض أسعار المنتجات على المستهلك أيضاً.
من جهته المهندس بسام الحشيش معاون مدير زراعة محافظة درعا، أوضح أن المساحات المنفذة من محصول الباذنجان لهذا الموسم بلغت 549 هكتاراً، أي مانسبة 30% من إجمالي المساحات المنفذة بمحاصيل الخضار الصيفية على تنوعها، وتصل إنتاجية الدونم الواحد من الباذنجان إلى 7 أطنان، وأكثر الأصناف المرغوبة للمكدوس هي الحمصي والحموي فيما صنفا العجمي والأسود يستخدمان للمائدة، أما المساحة المنفذة بمحصول الفليفلة فبلغت 330 هكتاراً وتشمل أنواع الحلوة والحارة التي تستخدم لمؤونة المكدوس والتخليل وكذلك للاستهلاك الطازج، ويصل إنتاج الدونم الواحد منه إلى حوالي 4 أطنان، وكشف الحشيش أن ارتفاع أسعار المحصولين يعود لارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج من محروقات وأسمدة ومبيدات وبذار وأجور نقل ويدّ عاملة إضافة لقلة المصادر المائية.
قد يعجبك ايضا