تتصاعد مخاطر ما بات يعرف “بالإسلام السياسي” في ألمانيا من خلال استغلال الحريات والقانون ليس فقط لتحقيق أهداف سياسية مشروعة ولكن أيضاً لتمهيد الطريق لإعادة تشكيل المجتمع الألماني بشكل كامل وفقًا للأسس التي تحددها الأيديولوجية المتطرفة، وتتقرب الجماعات المدعومة من تيارات الإسلام السياسي من الدوائر الحاكمة في ألمانيا ومن الأحزاب السياسية في محاولات لدعمهم في الترشح للانتخابات البلدية والمجالس المحلية في ألمانيا.
وقد شهدت أوروبا في العقدين الماضيين تنامياً لأنشطة تيارات الإسلام السياسي، وانضمت ألمانيا إلى حملات الحكومتين الفرنسية والنمساوية لتطوير إستراتيجية فعالة لمكافحة تلك التيارات، وقد اعترفت المخابرات الداخلية الألمانية بأن «جماعة الإخوان» قد نجحت في بناء شبكة قوية وواسعة النطاق في ألمانيا، حيث اكتسبت المجموعة أيضاً نفوذاً في السنوات الأخيرة، ووصفتها بأنها أخطر من “داعش والقاعدة” لأنها لا تؤمن بأسس الديمقراطية التي تقوم عليها الحياة في أوروبا.
وعلى سبيل المثال تحاول منظمة «الذئاب الرمادية» بشكل مستمر ومتزايد التأثير على الرأي العام والسياسي الألماني من خلال التقرب للأحزاب السياسية الكبيرة وأصحاب القرار، ووجدت الحكومة الألمانية أن عناصر “الذئاب الرمادية” ازدادت بشكل كبير على صعيد السياسات المحلية في الولايات الألمانية، وقد ترشح عدد من المنتمين إلى الجماعة للانتخابات البلدية والمجالس المحلية في ولاية شمال الراين «فستفاليا»في انتخابات أيلول 2020.
وقد زادت شبكة الإخوان المسلمين الألمانية، المتحالفة مع منظمات إرهابية، بمقدار (170) عضواً لتصل إلى (1900) في عام 2020، حيث كشف تقرير لهيئة حماية الدستور الألمانية في 18 شباط 2021 بولاية «بادن فورتمبيرغ» عن إدارة تنظيم الإخوان لمخطط “سيرة” لزرع الإيديولوجية المتطرفة داخل عقول الأطفال والمراهقين من خلال دورات تدريبية، ويقول خبير أمني رفيع عن المتطرفين وجماعة الإخوان إن الجانبين «يبدو أنهما توصلا إلى قناعة بأنهما يمكنهما استفادة أحدهما من الآخر».
وبناء على ما ذكر فإن الحكومة الألمانية تسعى حالياً لمزيد من التدقيق في جماعات الإسلام السياسي من خلال إجراء دراسات واسعة حول تأثيراتهم على المجتمع الألماني، وإنشاء مجموعة من الخبراء المعنيين بدراسة تلك الظاهرة.
وتشير التقديرات إلى أن الأساس الفكري الذي بنيت عليه الإيديولوجية المتطرفة في ألمانيا منبته تيارات الإسلام السياسي، في نفس الوقت تستقطب الجمعيات والمؤسسات والمراكز الإسلامية المقربة من تنظيم «الإخوان المسلمين» اللاجئين بشكل ملحوظ لتجنيدهم ولتأطير اللاجئين بفكر «الإخوان المسلمين».