الدعاية.. المشغل الرئيس لآلة الحرب الأمريكية

الجميع يعرف عن تنظيم “الخوذ البيضاء” الإرهابي والعملية الدعائية الكامنة وراءه والتي أدارتها وزارة الخارجية الأمريكية لتصنيع الموافقة على حرب الولايات المتحدة القذرة على سورية.. لكن قبل ظهوره بوقت طويل كان هناك الأصوليون الأفغان!

جاء هذا في مقال نشره موقع “مينت برس نيوز” الأمريكي الذي أشار إلى أنه تم الترويج لتنظيم “الخوذ البيضاء” كفريق “إنقاذ” ينشط في الأراضي التي يسيطر عليها الإرهابيون في سورية، فهو جزء لا يتجزأ من التنظيمات الإرهابية كـ”النصرة”، وتم تمويله من هيئات حكومية أمريكية مثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، الأمر الذي حول المناطق الإرهابية إلى مناطق حرب موائمة لتنشيط دور الإعلام المرئي وضخ مواد منافية للواقع في عقول الأمريكيين من خلال القنوات الإخبارية والأفلام الوثائقية التي تم عرضها على شبكة “نت فليكس” الأمريكية.

ولفت المقال إلى أن هذه الدعاية توجهت لليبراليين الغربيين لحثهم على دعم الهجمات العسكرية الأمريكية على سورية بما في ذلك قصف دوما في ريف دمشق وخان شيخون في إدلب خلال عهد إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، وكذلك تدريب وتسليح الإرهابيين خلال عهد إدارة باراك أوباما.

وقال المقال: كانت سورية الساحة الثانية حيث تم تشغيل آلة الدعاية المغرضة، الأولى كانت في أفغانستان في الثمانينيات، حينذاك كانت الولايات المتحدة تسعى للإطاحة بالحكومة الاشتراكية الأفغانية، وبدأت بتمويل الأصوليين الذين اتحدوا مع الولايات المتحدة ظناً منهم أن الشيوعية كانت الشر المطلق، وغني عن القول ما آل إليه هذا التحالف وما نتج عنه.

ولفت المقال إلى أن وكالة المعلومات الأمريكية “USIA” روجت بعد ذلك لفكرة تدريب المجاهدين في الأمور المتعلقة بالإعلام وتزويدهم بكاميرات الفيديو بما من شأنه دعم الرواية الأمريكية عن الاتحاد السوفييتي وتصوير المحاربين الأفغان كـ”مقاتلين من أجل الحرية” كان على الولايات المتحدة دعمهم.

وتابع المقال: يحملون سلاحهم بيد ومعدات التصوير بالأخرى، أجرى المجاهدون وكلاء الدعاية الأمريكية مقابلات مع أمراء الحرب، بمن فيهم قلب الدين حكمتيار الذي مولته واشنطن بأكثر من مليار دولار في الوقت الذي أصبح فيه أكبر أباطرة تجارة المخدرات في البلاد، ولكن بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان، صنفته الولايات المتحدة إرهابياً عالمياً وتحول إلى عدو لها.

وأضاف المقال: وبعد عقود، طبقت واشنطن صيغة الدعاية تلك في سورية، ولكن بطريقة أكثر تعقيداً، حيث مولت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مدربين إعلاميين ووفروا كاميرات لوكلاء الدعاية للانخراط بين أوساط التنظيمات الإرهابية المسلحة المناهضة للدولة السورية بما في ذلك “النصرة”.

وأكد المقال أن الدعاية المغرضة كانت مكوناً رئيساً في كل حرب شنتها الولايات المتحدة من فيتنام إلى أفغانستان والعراق وسورية، لافتاً إلى أنها أصبحت أكثر تعقيداً ومكراً بمرور الوقت، ومن دونها لن تستطيع آلة الحرب الأمريكية أن تعمل.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار