أشار مقال نشره موقع “غلوبال ريسيرش” إلى أن وسائل الإعلام الغربية السائدة تواصل شجبها انسحاب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي من أفغانستان بعد احتلال دام عشرين عاماً.
وقال المقال: من الواضح أن وسائل الإعلام في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمجمع العسكري الصناعي والاستخباراتي، فالمؤسسات الوحيدة التي استفادت من الحروب الأمريكية التي لا نهاية لها في العقدين الماضيين هي الصناعات العسكرية التي صنّعت الأسلحة التي قُتلت بها أعداد لا حصر لها سواء خارج أو داخل الولايات المتحدة نفسها.
ولفت المقال إلى أن الاحتلال الأمريكي الفاشل لأفغانستان شكل عنصراً رئيسياً في ما يسمى بـ”الحرب على الإرهاب”: المبادرة العالمية التي أطلقتها واشنطن في عام 2001 في أعقاب الهجمات التي استهدفت برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، والتي مرر الكونغرس إثرها سلسلة من مشاريع القوانين الصارمة، وأشهرها قانون “باتريوت”، وقد ركزت سياسة الولايات المتحدة على مدى العقدين اللاحقين على المفاهيم الأمريكية للدولة الحصينة، حيث صرح الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش الابن “إما أن تكون معنا أو مع الإرهابيين”.
وتابع المقال: أدت هذه العقلية إلى تدهور عام في وضع ورفاهية الناس في الولايات المتحدة وحول العالم، وقد تسارعت وتيرة تجنيد الشباب في القوات المسلحة بعد هجمات الحادي عشر من أيلول التي مهدت الطريق لقصف وغزو واحتلال أفغانستان، كما أشعلت المزيد من الحروب في العراق وهايتي خلال الفترة 2003-2004.
وأضاف المقال: وعلى الرغم من أن جمهورية كوبا دولة اشتراكية ذات سيادة، إلا أن الولايات المتحدة ما تزال تحتل قاعدة بحرية هناك في خليج غوانتانامو، وسط مطالب كوبا المتجددة بمغادرة القاعدة، ولزيادة الطين بلة، فقد قامت واشنطن بإنشاء سجن في هذا الموقع لإيواء ما تصفه وزارة الدفاع الأمريكية ووزارة الخارجية بـ”المقاتلين الأعداء”، وهي فئة أنشأتها واشنطن لتجنب المبادئ التوجيهية المتعلقة باحتجاز أسرى الحرب، فكانت تشن حرباً على العالم وتنكر في الوقت ذاته، على أساس قانوني وسياسي، هذا الواقع في محاولة لتجنب التدقيق.