أكد مقال نشره موقع “نيو إيسترن آوت لوك” أن الفوضى التي شهدتها أفغانستان في أعقاب استيلاء “طالبان” على السلطة والاندفاع الأمريكي لإجلاء الدبلوماسيين وغيرهم من الموظفين الأمريكيين تشير إلى فشل الولايات المتحدة على مستويات متعددة.
وقال المقال: إن استيلاء “طالبان” على السلطة هو فشل استخباراتي من الدرجة الأولى وستكون له تداعيات كبيرة على الولايات المتحدة في المستقبل، خاصة في وقت تبذل فيه واشنطن قصارى جهدها لإعادة تحديد علاقاتها عبر جنوب شرق آسيا كحصن أمني وعسكري لمواجهة الصين من جهة، ومن جهة ثانية سيدفع أوروبا، على وجه الخصوص ألمانيا وفرنسا، للتفكير بشكل أعمق في تطوير بنية تحتية أمنية وسياسة خارجية مستقلة تماماً عن الولايات المتحدة.
ولفت المقال إلى أن كارثة أفغانستان ستترك تأثيراً كبيراً في مكانة الولايات المتحدة في العالم، بغض النظر عما إذا كان المسؤولون الأمريكيون يعترفون بفشلهم أم لا، فقد كشف تقرير المفتش العام الخاص لإعادة إعمار أفغانستان (سيغار) في تقريره ربع السنوي الذي يغطي فترة الثلاثة أشهر حتى حزيران أسباب فشل الولايات المتحدة في أفغانستان على جميع الجبهات، بما في ذلك الإستراتيجية والتخطيط والتنفيذ والإشراف.
ولفت المقال، وفقاً لتقرير (سيغار) إلى أن الولايات المتحدة فشلت في تطوير إستراتيجية شاملة متماسكة (عسكرية وسياسية واقتصادية) لتحقيق أهدافها، وعجزت عن السيطرة على الأمن، أي هزيمة طالبان عسكرياً وكبح صعود “داعش”، وذلك على الرغم من أنها أرسلت أفضل شبابها وشاباتها واستثمرت ما يقرب من تريليون دولار ودربت أكثر من 300 ألف جندي وشرطي أفغاني وزودتهم بأحدث المعدات العسكرية وحافظت على قوتهم الجوية كجزء من أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة وفقاً للرئيس الأمريكي جو بايدن.
وتابع المقال: في ضوء هذا التقييم من (سيغار) لن يصعب على أي شخص، بما في ذلك حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا وجنوب شرق آسيا، أن يستنتج أن فشل الولايات المتحدة في أفغانستان متعدد الأبعاد، ويجعلها حليفاً لا يمكن الاعتماد عليه بسبب المسار غير المستقر لسياساتها وعجزها عن إخراج البلدان من الأزمات أو مساعدتها على محاربة القوى التخريبية، أياً كانت.