أكد مقال نشره موقع “غلوبال ريسيرش” أن هزيمة الولايات المتحدة في أفغانستان لم تحدث مؤخراً بل قبل سنوات عديدة، وهي حقيقة أثبت صحتها التحقيق الاستقصائي الذي نشرته كبريات الصحف الغربية تحت مسمى “أوراق أفغانستان” والمتضمن وثائق سرية وتحقيقات وشهادات لمسؤولين وجنود بالجيش الأمريكي، وأظهرت أن كبار قادة الجيش والحكومة الفيدرالية الأمريكية، في إدارات جورج بوش الابن وباراك أوباما ودونالد ترامب، تعمدت تقديم معلومات غير حقيقية وأخفت الحقائق بشكل متعمد ومنهجي عن الرأي العام الأمريكي والعالمي، وذلك للترويج لنجاحات عسكرية وسياسية زائفة على مدار 18 عاماً الأخيرة.
وقال المقال: لم يكن للهزيمة الأمريكية في أفغانستان تأثير ملموس على صناع السياسة الخارجية الأمريكيين الذين واصلوا طريقهم المدمر في أماكن مثل اليمن وليبيا وسورية، تحت ذريعة “محاربة الإرهاب”، وهي الذريعة ذاتها التي استخدمتها واشنطن لغزو أفغانستان في المقام الأول، حيث سمح الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخراً بشن ضربات جوية على الصومال، كما انتقل مزيد من القوات الخاصة الأمريكية إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومن جهة ثانية تواصل الولايات المتحدة مهمتها لزيادة زعزعة استقرار القرن الإفريقي من خلال الضغط من أجل ما يسمى “بالتدخل الإنساني” في إثيوبيا، التي لحقت بركب ما يقرب من 40 دولة تخضع لأحد أشكال العقوبات الأمريكية المميتة التي تحرم الدول من الغذاء والوقود والأدوية.
وتابع المقال: وبالتزامن مع ذلك، ما زال وجود الولايات المتحدة راسخاً في العراق، وتفيد التقارير بتوسيع قاعدتها في عين الأسد على الرغم من الدعوات إلى انسحابها، وتواصل أيضاً جهود زعزعة الاستقرار في سورية وسرقة مواردها وثرواتها.
ورأى المقال أن الدول المذكورة آنفاً إلى جانب العقوبات غير القانونية وتحريض وسائل الإعلام الرئيسة لاتخاذ مواقف أكثر عدوانية تجاه الصين لمجرد أنها في طور هزيمة الرأسمالية الغربية، تعكس جميعها الواقع القمعي والقائل إن النظام الاستعماري الرأسمالي الغربي، القائم على تفوق العرق الأبيض، لن يتلاشى بهدوء.