التنظيمات الإرهابية أذرع لدول كبرى

يعود تاريخ الأعمال الإرهابية إلى قديم الزمان، بسبب نزعة الإنسان لحب السيطرة وإخافة الآخرين للحصول على المبتغى بشكل يتعارض مع المفاهيم الاجتماعية الثابتة، وهذا ما يقود الكثير من المحللين لوضع تفسير لكلمة “الإرهاب” واعتباره العنف المتعمد الذي تقوم به جماعات غير حكومية أو عملاء سريون بدافع سياسي ضد أهداف غير مقاتلة بهدف التأثير على الجمهور.

هذا ما أوضحه موقع “الدراسات الإستراتيجية العالمي” في مقال جاء فيه: “لا يوجد للإرهاب تعريف متفق عليه عالمياً، لكنه يعني تلك الأفعال العنيفة التي تهدف إلى خلق أجواء من الخوف والرعب وغالباً ما يكون موجهاً ضد أتباع مذاهب دينية أو أحزاب سياسية معينة، وله هدف إيديولوجي يتمثل في استهداف المدنيين وتجاهل سلامتهم.”

ويرى البعض أن أحد أهم الأسباب التي تجعل شخصاً ما إرهابياً أو في مجموعة إرهابية يتمثل في عدم استطاعة هذا الشخص أو هذه المجموعة من إحداث تغيير بوسائل مشروعة، اقتصادية كانت أو عن طريق الاعتراض أو المطالبة والمناشدة بإحلال تغيير، كما أن توفر الأذن المصغية لما يطلبه الناس سواء أغلبية أو أقلية من شأنه أن ينزع الفتيل الذي من خلاله يمكن حدوث أو تفاقم الأعمال الإرهابية.

وقد جرت عمليات اتفق محللون على أنها إرهابية في القرن الماضي أبرزها تفجير فندق الملك داوود في القدس نفذته عصابات صهيونية مستهدفة المندوب السامي البريطاني في القدس.

وقد قام مناحيم بيغين (أصبح رئيس حكومة الاحتلال فيما بعد) بإعطاء الأوامر لتنفيذ هذا العمل حيث كان حينها رئيس عصابة الإرجون.

حيث أعطى أوامره بأن يتنكر منفذو العملية من الإرجون بزي عربي ويخفوا متفجراتهم في أوعية الحليب. وأمرهم أن يقوموا بتجهيزها لتفجير الفندق المذكور.

ويمكن الإشارة أيضاً إلى مذابح دير ياسين ضد المدنيين الفلسطينيين التي نفذتها العصابات الصهيونية (الهاجاناه) عام 1948 ومجازر قانا في لبنان، عامي 1996- 2006.

أما عن الإرهاب في سورية والعراق، فقد بيّن، سيرغي ناريشكين، رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية أن الغرب أنفق المليارات من الدولارات على دعم الإرهابيين في سورية الذي يسمون أنفسهم “معارضين” وأضاف: الآن بدأ هؤلاء المتطرفون الهاربون أمام تقدم الجيش العربي السوري بالهروب والتوجه إلى المدن الأوروبية، محذراً الدول الغربية من عواقب محاولتها مغازلة الجماعات الإرهابية في سورية والعراق، واصفاً ذلك بـ”الأمر الخطير”.

كما أعلن يوري كوكوف، نائب سكرتير مجلس الأمن الروسي أن الإرهاب الدولي يحاول الحصول على الأسلحة البيولوجية والكيميائية والنووية لاستخدامها في هجماته.

ويرى محللون أن معظم التنظيمات الإرهابية في العالمين العربي والغربي لا تستطيع أن تعمل وتستمر في البقاء من دون دعم دول معينة، فلا بد أن يكون لها مركز تمويل وغطاء سياسي وإعلامي، ولا بد من التذكير في هذا الشأن بتنظيم القاعدة الإرهابي وزعيمه أسامة بن لادن في أفغانستان لمحاربة الاتحاد السوفييتي، إذ بدأ بن لادن نشأته كعميل لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وقد رأينا نفس السيناريو عندما بدأ الإرهاب بالهجوم على سورية، حيث اعتمدت الدول المعادية لسورية على الجماعات المتطرفة والمتشددة.

كما حدث في مصر خلال فترة الإخوان المسلمين، ذات التاريخ المعروف والتي أسستها الاستخبارات البريطانية للرد على الأحزاب الشيوعية والعلمانية في الوطن العربي.

بالنتيجة فإن الإرهاب الذي أصبح يقض مضاجع العديد من الدول في العالم وحتى رعاته من الدول العظمى كالولايات المتحدة وحلفائها، تبين أنه كان بالأساس من صناعة هذه الدول ورعايتهم، ولذلك فإن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين لا يحق لهم الحديث عن مكافحة الإرهاب والقضاء عليه ومن المعيب أن نراهم يشاركون في اليوم العالمي لدعم ضحايا الإرهاب.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار