أسعار المستلزمات المدرسية في اللاذقية كاوية.. والأهالي يعدّون للألف قبل الشراء

تشكيلة واسعة من الألبسة المدرسية تغص بها أسواق مدينة اللاذقية، حيث تجذب الموديلات المتنوعة للباس المدرسي أنظار الأطفال وذويهم إليها، وأمام الكم الهائل من العرض يضعف الطلب على الشراء، فالأسعار المرتفعة التي زادت بمقدار 200% كما يقول مواطنون عن العام الماضي جعلتهم يعدّون للألف قبل الشراء.
أسعار كاوية
في جولة لـ(تشرين) على عدد من أسواق مدينة اللاذقية رصدت الأسعار التي أقل ما يقال عنها إنها كاوية بالنسبة لأصحاب الدخل المحدود , حيث وصل سعر القميص “الصبياني” للمرحلة الإعدادية بين 15000 و 20000 ليرة للقماش العادي، بينما القماش الثقيل والقطني كما يقول التاجر فيبدأ سعره من 28000 ليرة ويصل إلى 40 ألفاً أو أكثر , وهذا قماشه مضمون كما يقول أصحاب المحلات، كما أن سعر القميص البناتي المزركش والمطرز يزيد على سعر القميص العادي من دون تطريز بحوالي 10000 ليرة , حيث سجل سعر القميص العادي بين 18000 و 25000 ألف ليرة ، أما سعر البنطال المدرسي ذي النوعية الجيدة فيتراوح بين 30000 و45000 ليرة .
و سعر الحقائب المدرسية يختلف حسب المقاسات وأعمار الطلاب، بحيث تبدأ أسعار الحقائب للمرحلة الابتدائية من 20000 ليرة وتنتهي بـ 30 ألفاً ، بينما تباع الحقيبة للطلاب في المرحلة الإعدادية بين 20000 و40000 ليرة ، ليصل سعر أقل حقيبة للمرحلة الثانوية إلى 35000 ليرة ويزداد طبعاً حسب نوع القماش ليصل إلى 50000 ليرة.

سنكتفي بالقديم

لم نكد ننهي سؤال المواطنين الذين يتجولون بين محلٍّ وآخر مكتفين بالنظر ليأتي الجواب: (شوفة عينك؛ الأسعار مو معقولة وما حدا بيرحم ) وتضيف السيدة علا أم قيس القادمة بصحبة ولديها التوءم في الصف الخامس الابتدائي من ريف المحافظة : أتيت ومعي مبلغ 75000 ليرة وهو راتب زوجي لأشتري قميصين وبنطالين لولدي التوءم و وحقيبة لأحدهما , حيث لا يمكن أن أشتري لأحدهما على حساب الآخر ولكن أمام هذه الأسعار سأكتفي بشراء قميصين بمبلغ 50 ألف ليرة و وسيقضيان هذا العام بالبنطال الجينز أما الحقيبة فسأتوجه بها إلى الخياط لإصلاحها ببقايا بنطال جينز قديم لدي فتصبح موديلاً.
وحال حسام أبو هاشم الذي يعمل بائعاً للإكسسوارات التقليدية الخفيفة على إحدى البسطات ليس بأحسن حال من تلك السيدة ويقول: تغاضيت هذا العام عن التفكير بشراء اللباس المدرسي لابنتيّ في المرحلة الإعدادية وستكتفيان بلباسهما من العام الماضي أما الحقائب فستكون جديدة هذا العام ليأتي سؤالنا له كيف ذلك؟ فيبتسم ويتابع : زوجتي تجيد الخياطة و ستصنع الحقائب هذا العام من قماش بنطال الجينز القديم لدينا .
وبما أن الوزارة طلبت عدم التشدد باللباس المدرسي تقول السيدة جهينة أم لثلاثة أبناء: سأشتري ما هو ضروري , قميص لأبني في الصف الثامن وقميص لأخته في الصف السابع أما ابنتي في الصف السادس فسترتدي قميص أختها الكبرى .

حالنا من حاله

وأمام حال المواطن هذا يئن حال الباعة الذين يضربون الكف بالكف متأسفين لهذا الحال التي وصلوا إليها ليؤكدوا أنهم محكومون بأسعار تاجر الجملة فهو كما يقولون يضع السعر ويتحكم بالسوق .
وفي حديثه « لتشرين» أشار أحد الباعة في سوق العنابة الشعبي إلى أن الأسعار لم تصل في السنوات السابقة لهذا الجنون في هذا السوق الشعبي الذي يقصده الناس من القرى وبقية مناطق المدينة مؤكدا أن غلاء ثمن المواد الأولية المستخدمة في الخياطة و التصنيع سبب رئيس لغلاء الألبسة.
(حالنا كحال المواطن الذي يشكو الغلاء ): هذا ما قاله أحد الباعة في حديثه لـ(تشرين ) ويتابع: كنت أشتري بضاعة لمحلي ثلاث مرات خلال الشهر الذي يسبق افتتاح المدارس فالإقبال كان جيداً لأن الأسعار كانت معقولة ومقبولة , أما اليوم فيكتفي معظم الناس بالسؤال عن السعر وشراء الضروري فقط والدفعة الأولى من البضاعة لم أبع ربعها حتى الآن.
وأضاف آخر: يدخل محلي عشرة زبائن في اليوم ولكن من يشتري هم اثنان فقط , مطالباً الجهات المعنية بضبط عمل التجار الكبار وتوحيد الأسعار بما يناسب حال المواطن تاجر المفرق والباعة الصغار .
من جانبه أرجع بدر قنجراوي رئيس جمعية الخياطين في اتحاد الحرفيين في اللاذقية غلاء أسعار الألبسة المدرسية إلى صعوبة تأمين المواد الداخلة في صناعتها و غلاء سعرها سواء الخيط أو الأزرار أو السحاب مروراً بالقماش و انتهاء بأجرة اليد العاملة.
وأشار قنجراوي إلى أن انقطاع الكهرباء يلعب دوراً في عمل الخياطين، ومشاغل الخياطة التي تستخدم المولدات و الأمبيرات في فترة انقطاع الكهرباء، لافتاً إلى الدور الذي يلعبه تجار الجملة و المستوردون بتحديد الأسعار لتجار المفرق الذي ينعكس ذلك سلباً على عملهم و يضطرهم للبيع بأسعار مرتفعة ليغطوا تكاليف العمل و أجور المحلات أو يؤمنوا متطلبات عائلاتهم، فالبائع يعاني كما يعاني المواطن من غلاء الأسعار وهذا يتطلب ضبط السوق بما ينعكس إيجاباً على الجميع .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
قانون إعلام جديد يلبي طموحات الإعلاميين في سورية..وزير الإعلام يعلن من اللاذقية أفقاً رحباً للشراكات البناءة السفير آلا: تعزيز الدعم الدولي لبرامج التعافي المبكر وإعادة الإعمار في سورية لتأمين عودة النازحين الخامنئي يدعو إلى المشاركة الواسعة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية الصين تجدد مطالبة الولايات المتحدة بوقف نهب موارد سورية وإنهاء وجودها العسكري فيها «ناتو» والعناوين المستترة في قمته المقبلة.. ظل ترامب يُخيم.. غزة ولبنان يتقدمان.. وأوكرانيا حاضر غائب الصحة العالمية: تأثير سلبي يشمل فرص التعليم والعمل..العزلة الاجتماعية تزيد خطر الوفاة 32% "التجارة الداخلية" تشكّل  لجنة لإعادة دراسة تكاليف المواد والسلع الأساسية على أرض الواقع مجموعة سفن حربية روسية تصل إلى سواحل فنزويلا في مهمة سلام بايدن يواجه شكوكاً متزايدة من الديمقراطيين.. 25 عضواً يستعدون لمطالبته بالتنحي بكين تؤكد أن الادعاءات باعتماد روسيا الكامل على الصين لا صحة لها