“الذئاب المنفردة” تشكل تحدياً حقيقياً للأمن في تونس

عاد الحديث بقوة في تونس حول خلايا “الذئاب المنفردة” وإذا ما كانت قد عادت إلى النشاط بعد خمول، فيما يتوقع متابعون أن تتسع العمليات خلال الفترة المقبلة على وقع الوضع السياسي في البلاد.

وتشكل ظاهرة “الذئاب المنفردة” حالياً تحدياً حقيقياً؛ ليس في تونس فقط ، حيث بات يُنظر إلى تلك الظاهرة على أنها وجه جديد للإرهاب، يستطيع من خلالها أن ينفذ هجماته، وتكمن خطورة هذه الظاهرة في تأثيرها السياسي الكبير والهائل، والمتمثل في تعميق الإسلاموفوبيا، والمزيد من عزل المجتمعات الإسلامية، وتمكين اليمين المتطرف في كلٍّ من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.

في تونس عاودت “الذئاب المنفردة” نشاطها عبر محاولة اغتيال الرئيس قيس سعيد، ووفق مراقبين، ترتبط عودة عمليات هذه الجماعات بشكل أساسي بالقرارات التي اتخذها الرئيس قيس سعيد يوم 25 تموز الماضي بتجميد عمل البرلمان ورفع الحصانة عن أعضائه، وإعفاء رئيس الحكومة وعدد من المسؤولين من مناصبهم.

وكانت صحيفة “الشروق” التونسية، ذكرت قبل أيام أن أجهزة الأمن أحبطت مخططاً إرهابياً كان يستهدف الرئيس سعيد.

وقالت الصحيفة: “أحد الذئاب المنفردة كان سينفذ العملية في مدينة ساحلية، وهو رهن التحقيق”، مشيرة إلى أن “الإرهابي خطط لاغتيال الرئيس”.

واتهمت قوى سياسية تونسية التيارات المتطرفة في البلاد باستدعاء الذئاب المنفردة لتنفيذ عمليات لصالحها في هذا التوقيت الحرج.

ويرى مراقبون أن الإرهابي الذي تم القبض عليه تم تدريبه في ليبيا وسط معسكرات الإخوان وداعش، هو أحد أفراد مجموعة الذئاب المنفردة، وعاد إلى تونس لتنفيذ عمليات، وإن الإعلان عن إيقاف هذا الإرهابي الذي خطط لاغتيال الرئيس، يعد صفعة على وجه من دبر المحاولة، وكشفاً لخططه، كما أن هناك العشرات من العناصر المتطرفة يحاولون التسلل من الأراضي الليبية إلى الداخل التونسي.

وحذرت السلطات الأمنية التونسية من دخول متشددين من ليبيا بزوارق عبر موانئ قرقنة والشابة والمنستير وجرجيس، لتنفيذ عمليات، بينما تبحث السلطات الأمنية عن مسلحين من ليبيا نجحوا في اجتياز الحدود، ويخططون لزعزعة استقرار البلاد.

ووفقاً لتحقيقات الأمن التونسي، تكونت الذئاب المنفردة من مجموعة من معتنقي الفكر المتطرف في البلاد، ونفذت عدداً من العمليات استهدفت خلالها مؤسسات عامة ومنشآت، وتدربوا على حمل السلاح وصناعة المتفجرات.

وكان الأمن التونسي نجح، في الفترة الماضية، في إيقاف عدد من المجموعات الإرهابية، وتفكيك خلايا إرهابية من “ذئاب منفردة” كانت تستعد لتنفيذ عمليات إرهابية.

ويأتي تزامن الحديث عن الذئاب المنفردة في تونس أيضاً بسبب الأوضاع في ليبيا فهذا التطور في تحركات الجماعات الإرهابية مرتبط بالأوضاع في الإقليم، خصوصاً في منطقة الساحل والصحراء، وما يجري في بوركينا فاسو وشمال مالي وتشاد أمر خطير جداً، يؤكد تصاعد المخاطر في المنطقة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار