نظم أبناء مدينة الحسكة بمشاركة الفعاليات الاجتماعية والدينية وقفة احتجاجية أمام قصر العدل تنديداً بممارسات المحتل التركي ومرتزقته من الإرهابيين ومواصلتهم قطع مياه الشرب عن مليون مواطن في المدينة وريفها للمرة السادسة والعشرين منذ احتلال منطقة رأس العين في التاسع من تشرين الأول 2019.
وندد المشاركون في الوقفة بهذه الجريمة الشنيعة التي يرتكبها المحتل التركي ومرتزقته ضد الإنسانية إذ لم يحصل على مرّ التاريخ أن تم تعطيش سكان محافظة بأكملها بهذا الشكل البشع وتعريض حياة السكان المدنيين العزل للخطر. حيث يضرب المحتل التركي بذلك كافة العهود والمواثيق الدولية وشرعة حقوق الإنسان عرض الحائط ، وغير آبه بالمجتمع الدولي الذي يلوذ بالصمت تجاه هذه الجريمة الإنسانية النكراء.
ورفع المشاركون في الوقفة علم الجمهورية العربية السورية واللافتات التي حملت العبارات المعبرة عن استنكار سكان الحسكة وتنديدهم باستغلال المحتل التركي تعطيش السكان المدنيين العزل كسلاح في الصراعات السياسية والعسكرية ، كما ندد أبناء الحسكة بتخاذل المجتمع الدولي وصمته ووقوفه مكتوف اليدين تجاه هذه الجريمة النكراء، معتبرين المنظمات الدولية شريكة في هذه الجريمة.
وألقيت في الوقفة عدة كلمات باسم مختلف الشرائح الاجتماعية في المدينة أكدت أن قيام المحتل التركي ومرتزقته بقطع مياه الشرب عن مليون إنسان من سكان محافظة الحسكة ما هو إلا جريمة موصوفة مكتملة الأركان يحاسب مرتكبها بموجب القانون الدولي ، كما أنها تعدّ وصمة عار على جبين المنظمات الدولية العاملة في المجال الإغاثي التي تنظر إلى هذه الجريمة وهي تجري أمام ناظريها وترى أبناء المحافظة يعانون الويلات جراء العطش ورغم ذلك تلوذ هذه المنظمات بالصمت ولا تفعل شيئاً وكأن الأمر لا يعنيها. وشددت الكلمات على أن المحتل التركي مهما فعل ومهما ارتكب من جرائم لن ينال من عزيمة وصمود أبناء محافظة الحسكة والتفافهم حول جيشهم وقيادتهم ، مبينين أن هذه الجرائم ستزيدهم إصراراً على مواصلة النضال حتى تطهير كامل تراب المحافظة والوطن من رجس الإرهاب والاحتلال.
وعلى هامش هذه الوقفة قال محافظ الحسكة غسان خليل : إن وقفة الاحتجاج التي يشارك بها أبناء المحافظة اليوم هي رسالة عاجلة للمجتمع الدولي كي يتحرك ضد المحتل التركي الذي يمارس جريمة حرب موصوفة بقطع المياه عن أكثر من مليون مواطن، مشدداً على أن الصمت الدولي تجاه هذه الجريمة هو مشاركة فيها وعلى المجتمع الدولي والمنظمات الدولية العاملة في الحسكة أن يكون لها دور أكبر لإعادة المياه إلى مجاريها وتأمين المياه لأهالي مدينة الحسكة والريف الغربي الذين يعانون من العطش منذ أكثر من عام..
وقال أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي المهندس تركي عزيز حسن : إن حزب البعث العربي الاشتراكي إذ يستنكر قيام المحتل التركي بالقطع المتعمد والمتكرر لإمدادات مياه الشرب عن الحسكة وضواحيها وتل تمر وقراها، فإن الحزب يطالب المجتمع الدولي بالضغط على النظام التركي من أجل احترام علاقات حسن الجوار وعدم زج المدنيين الأبرياء في تصفية حساباته السياسية والعسكرية. كما أن الحزب إذ يستذكر ما نصت عليه اتفاقية جنيف الرابعة وأحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان من حماية لحقوق الأشخاص المدنيين وقت الحرب، حيث ينبغي على جميع أطراف النزاع المسلح حماية مرافق الحياة الأساسية لإدامة حياة المدنيين، بما فيها تلك المتصلة بتوزيع المياه والصرف الصحي، فإنه يهيب بالأسرة الدولية بكل أطيافها ومنظماتها المعنية بحقوق الإنسان، لتمارس الضغوط الفورية والعاجلة على السلطات التركية لوقف هذه الانتهاكات، ولتتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية والدينية، وأن تبادر فوراً إلى استئناف إمدادات المياه إلى المناطق السورية التي حرمتها من تلك المياه، منعاً لكارثة إنسانية لن تقف عند الحدود السورية، بل ستنعكس آثارها السلبية على كل المنطقة المحيطة بهذا الصراع.
أما الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب المحامي الأستاذ عبد العزيز جاويش فقال: إن قطع المياه عن الحسكة يعد حرماناً من مقومات الحياة الأساسية وفي ذلك جريمة ضد الإنسانية وفقاً للمحكمة الجنائية الدولية وجريمة إبادة جماعية وفقاً لاتفاقية جنيف الرابعة لحماية حقوق الأشخاص المدنيين وقت الحرب. ويعتبر قطع المياه جريمة حرب وإبادة جماعية وفقاً لأحكام المواد 5 ــ 6 ــ 7 من ميثاق روما لعام 1998 ويحق للمدعي العام رفع دعوى لمباشرة التحقيق أمام المحاكم المختصة .
وقال عضو مجلس الشعب علي الجضعان: نحن ممثلو الشعب السوري نندد بالقطع المتعمد والمتكرر لإمدادات مياه الشرب عن مليون إنسان في منطقة الحسكة وضواحيها وناحية تل تمر وقراها من قبل المحتل التركي ومرتزقته في وقت تشهد فيه المنطقة ارتفاعاً بدرجات الحرارة، إضافة إلى الوضع الصحي المتفاقم بسبب انتشار فيروس كورونا والحاجة الملحة للمياه .
ومع كل ما تنطوي عليه هذه الممارسات من صور التعذيب للبشر، والتبعات الكارثية لحرمان المدنيين الأبرياء من مياه الشرب، لاسيما النساء والأطفال وكبار السن. من هنا فإننا ندعو البرلمانات العربية والعالمية لأخذ دورها بالضغط على المحتل التركي لوقف هذه الجريمة البشعة بحق السكان المدنيين الأبرياء.
وقالت عضو المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة نبراس لحدو: نحن خنساوات الحسكة ندعو المجتمع الدولي متمثلاً بالمنظمات الدولية والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان إلى عدم الوقوف موقف المتفرج عما يقدم عليه المحتل التركية من جريمة موصوفة بحق السكان المدنيين ، والعمل على تحييد محطة مياه عللوك عن الصراعات السياسية والعسكرية وإدارتها من قبل العاملين في مؤسسة المياه في الحسكة منعاً لتكرار قطع مياه الشرب عن مليون إنسان لا ذنب لهم سوى أنهم سكان هذه المنطقة.