التربية تطلق وثيقة المعايير الوطنية لمناهج مرحلة رياض الأطفال
بهدف تطوير التعليم في مرحلة رياض الأطفال بشكل يحقق التنمية المعرفية والحركية والاجتماعية لدى هذه الفئة العمرية عبر مناهج تعليمية نوعية أطلقت وزارة التربية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) اليوم وثيقة المعايير الوطنية لمناهج مرحلة رياض الأطفال وذلك بفندق أمية في دمشق.
وتركز الوثيقة على الأسس النظرية لمفهوم رياض الأطفال ومعايير تطوير منهاجه التعليمي بمختلف المجالات بما فيها مجال المنطق والتفكير الرياضي والفنون الإبداعية البصرية والتطبيقية وتسلط الضوء على الركائز النمائية للممارسة المنهجية الملائمة في مرحلة الطفولة المبكرة وتطبيقها وقابلية قياس وتقييم مؤشرات الأداء النمائي للأطفال ومنهم ذوو الإعاقة.
وتضمنت الوثيقة الرؤية المستقبلية لمنهاج رياض الأطفال في سورية بشكل يشمل أربعة مجالات نمائية هي (حسي حركي الصحة العامة) و(اجتماعي عاطفي) وعقلي وعمليات معرفية (واللغوي والكتابة والقراءة المبكرة).
وأكدت مديرة المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة كفاح حداد أهمية الوثيقة للنهوض بمناهج هذه الفئة إلى المستوى الذي يحقق التطور الحقيقي كما أنها وفرت مقاييس أداء لجملة من التوقعات لما يمكن أن يكون لدى الطفل من المهارات والمعارف والاتجاهات والسلوكيات وتشكل إطاراً مرجعياً يساعد المؤسسات التعليمية والعاملين في رياض الأطفال والأسرة ومقدمي الرعاية للطفل لدراسة مخرجات التعليم.
ورأت عميدة كلية التربية في جامعة دمشق الدكتورة زينب زيود أن الوثيقة لها دور في تطوير المعايير السابقة وتعزز حقوق الطفل والارتقاء بمستوى الأداء التربوي والتعليمي لمرحلة رياض الأطفال لأنه أساس لباقي مراحل التعليم اللاحقة لافتة إلى أهمية التعاون والتشاركية لتحقيق الإنجاز بأفضل صورة ممكنة بهدف مواكبة أحدث التطورات التربوية في العالم.
وأشار ممثل اليونيسف في سورية (بو فيكتور نيلوند) إلى أن معايير الوثيقة تراعي أهداف التنمية المستدامة وخاصة الهدف الرابع المتعلق بتوفير التعليم الجيد واتفاقية حقوق الطفل الدولية لافتاً إلى أن الطفولة المبكرة تتقاطع مع رفاهية الطفل ونمائه الصحي والرعاية الأسرية والتعليم المبكر ومن الضروري الاهتمام بها.
الدكتورة وعد محمد من كلية التربية بجامعة دمشق لفتت إلى أن الوثيقة تحاكي الاتجاهات المعاصرة ببناء المناهج وتركز على الأسس النفسية والاجتماعية والانفعالية المرتبطة مباشرة بالحاجات والخصائص النمائية عند الأطفال في هذه المرحلة وارتباط مؤشراتها بالأطفال ذوي الإعاقة وفق مؤشرات تساعدهم على التطور والتعلم إلى جانب الأطفال الأسوياء.
وبينت كلوديا توما عضو مجلس الأمناء في المنظمة السورية للأشخاص ذوي الإعاقة (آمال) أن معايير وثيقة الطفولة المبكرة جاءت شاملة ومتكاملة بحيث يكون الطفل ذو الإعاقة جزءاً من رياض الأطفال وفق معايير تراعي قدراته وخصوصيته موضحة أنها ركزت على الجانب العاطفي الاجتماعي لدوره في تنمية قدرات الطفل بشكل صحيح وانسجامه مع المجتمع.
وعن دور مركز القياس والتقويم التربوي في وزارة التربية بوضع المعايير بين رئيس المركز الدكتور رمضان درويش أهمية ضبط المعايير بشكل مناسب مع الفئة العمرية المستهدفة ومقدراتها مشيراً إلى أن المركز يعمل على بناء اختبارات لقياس ذكاء الأطفال وميولهم في هذه المرحلة من العمر.
واعتبر محمد علي الزين منسق نشاطات مؤسسة الآغا خان للتنمية أن المؤسسة وضعت برنامجاً لتنمية الطفولة المبكرة بالتعاون مع وزارة التربية منذ العام 2003 يركز على الاهتمام بهذه المرحلة العمرية وإعطائها الأهمية للنهوض برياض الأطفال في سورية من خلال تطوير أدائها ومخرجاتها.