حسب تقرير جديد صادر عن وزارة الدفاع الأميركية فإن حركة طالبان صعّدت خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2021، هجماتها ضد الشعب الأفغاني، وحافظت على علاقات وثيقة مع القاعدة وخططت بنشاط لهجمات واسعة النطاق، وقد أوضح التقرير الصادر حديثاً عن مكتب المفتش العام بوزارة الدفاع الأميركية، أن ما وصفته بالتصعيد يأتي تزامناً مع فشل محادثات السلام بين طالبان والحكومة الأفغانية في إحراز أي تقدم، وكشف التقرير أن تنظيم القاعدة يواصل الاعتماد على طالبان في الحماية وأن العلاقات بين المجموعتين قد تعززت.
وكان تقرير لمجلس الأمن الدولي نشر في حزيران من العام 2020، كشف أن طالبان لا تزال تتمسك بروابط صلة متينة مع القاعدة، وأضاف: إن الحركة تشاورت بانتظام مع القاعدة خلال المفاوضات مع الولايات المتحدة وعرضت ضمانات بأنها ستحافظ على الروابط التاريخية بينهما.
ولا تزال العديد من فروع القاعدة، بما في ذلك أبرز فروعها في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، تحتفظ بقواها.
ويرى مراقبون أن أفغانستان لا تزال هي بؤرة الصراع التي تشكّل مبعث القلق الأكبر بالنسبة للدول الأعضاء خارج المعقل الرئيسي لتنظيم “داعش” الإرهابي . ولا يزال “تنظيم داعش- ولاية خراسان” مركز ثقل التنظيم في جنوب آسيا.
والتنظيم يتمتع بقدرة كبيرة على الصمود، وينفذ هجمات تخلّف أثراً لا يتناسب مع أعدادها، حتى في كابول، ويقوم بأنشطة دعائية في المدارس والجامعات. ويتواجد أيضاً الكثير من الجماعات المتطرفة المتحالفة مع تنظيم “القاعدة” وحركة “طالبان”.
يبدو أن هناك علاقة وطيدة تجمع بين التنظيمين وتعود عليهما بالفائدة، إذ يوفّر الأول الموارد والتدريب مقابل الحماية. لم تتغير قائمة الدول الرئيسية التي أتى منها طالبو اللجوء وفقاً لـ”مكتب دعم اللجوء الأوروبي” في 19 شباط 2021. إذ جاء الأفغان في المركز الثاني بـ(48578) طلباً”.
تقول آشلي جاكسون المديرة المشاركة بمركز دراسة الجماعات المسلحة في معهد التنمية الخارجية بشأن تواجد أو انسحاب القوات الأوروبية والدولية من أفغانستان: إنه إذا ظل الموقف غير واضح فإن طالبان قد تصعّد الهجمات وربما تعود للهجوم على القوات الدولية.
ومن المحتمل بعد انسحاب القوات العسكرية الدولية من أفغانستان أن ينشط الإرهابيون، حيث إنهم قد يروا في أفغانستان مكانًا جديدًا يتهافتون إليه، ربما للانضمام إلى فرع “داعش” في أفغانستان أو للانتقال إلى المناطق الخاضعة لحكم “طالبان” من أجل تلقّي التدريب.
ومهما يكن الوضع فإنه بالمجمل لا يمكن عزل كل ما يحصل عن الأيدي الأمريكية، سواء بالرعاية أو بالتخطيط والأهداف، فكل ما يدور في المنطقة ومنذ عشرين عاماً على أقل تقدير يتم بمباركة أمريكية.