بسبب نزعتها للهيمنة.. كوارث جديدة تصيب الولايات المتحدة!

أكد مقال نشره موقع “وورلد سوشاليست” الأمريكي أن السقوط المفاجئ للنظام الموالي للولايات المتحدة في أفغانستان تسبب بكارثة مذلة للإمبريالية الأمريكية، حيث تفاجأ كبار مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن بالانهيار السريع للجيش الأفغاني في مواجهة هجوم عدواني جيد التخطيط من “طالبان”، جاء مخالفاً لتقديرات وكالات الاستخبارات الأمريكية التي أشارت في أواخر حزيران الماضي إلى أن كابول، حتى لو استولت “طالبان” على السلطة، لن تتعرض للتهديد قبل مضي عام ونصف العام على الأقل.

وقال المقال: إذا كانت الدوائر الحاكمة الأمريكية غير مستعدة للانهيار المفاجئ للنظام الذي دعمته بمثل هذه التكلفة الباهظة، فذلك لأنها صدقت إلى حد كبير إعلامها الرئيس الذي لم يتحر على مدار عقدين عن هذه الحرب ولو بقدر ضئيل من الصدق.

ولفت المقال إلى أن التكاليف البشرية والاجتماعية للحرب في أفغانستان كارثية، حيث تشير الأرقام الرسمية إلى أن 164 ألف أفغاني قتلوا خلال الحرب، إضافة إلى 2448 جندياً أمريكياً و 3846 متعاقداً عسكرياً أمريكياً و1144 جندياً من دول “ناتو” الأخرى، فضلاً عن إصابة مئات الآلاف من الأفغان وعشرات الآلاف من أفراد “ناتو” بجروح، وتقدر التكلفة المالية بالنسبة للولايات المتحدة وحدها بحوالي 2 تريليون دولار ممولة من ديون ستكلف 6.5 تريليونات دولار أخرى في مدفوعات الفائدة.

وتابع المقال: ما أشبه اليوم بالأمس عندما استقل دبلوماسيون أمريكيون طائرات هليكوبتر من على سطح مبنى السفارة الأمريكية في سايغون منذ ما يقرب من نصف قرن في نهاية حرب فيتنام، لكن كارثة الولايات المتحدة في أفغانستان، من حيث تداعياتها وعواقبها السياسية، هي أكثر أهمية من دون شك.

وأكد المقال أن انهيار الحكومة الأفغانية يحطم المفاهيم الوهمية التي تبنتها الطبقة الحاكمة الأمريكية في أعقاب تفكك الاتحاد السوفييتي، حيث اعتقدت أن اختفاء المنافس العسكري الرئيسي لواشنطن يمثل فرصة للتغلب على تدهورها العالمي وعلى تناقضاتها الداخلية من خلال استخدام القوة، وقد عدّ انتصار الولايات المتحدة وحلفائها في الحرب الأولى ضد العراق عام 1991، قبل الانهيار النهائي للاتحاد السوفييتي، دليلاً على أن “القوة تعمل!” كما أعلنت صحيفة “وول ستريت جورنال” في ذلك الوقت، حيث أعلن الرئيس جورج بوش أن بلاده، من خلال قصفها الإجرامي لبلد أعزل إلى حد كبير، تخلصت من متلازمة فيتنام مرة واحدة وإلى الأبد، وبعد مضي عام واحد تبنت “البنتاغون” وثيقة إستراتيجية تعلن أن هدف الولايات المتحدة هو ثني الدول الصناعية المتقدمة عن تحدي القيادة الأمريكية أو حتى التطلع إلى دور إقليمي أو عالمي أكبر.

وأضاف المقال: لكن الحروب في أفغانستان والعراق، جنباً إلى جنب مع غزو ليبيا والحرب على سورية، أدت إلى مقتل الملايين وتحطيم مجتمعات بأكملها. وبعيداً عن ترسيخ الهيمنة العالمية غير المتحدية للإمبريالية الأمريكية، فقد أدى ذلك إلى كارثة تلو الأخرى للإمبريالية الأمريكية التي لن تتمكن من التغلب على العالم، وإعادة وضع الأغلال الاستعمارية على شعوب الشرق الأوسط، ولن تجد من خلال الحرب حلاً قابلاً للتطبيق لأمراضها الداخلية. بدلاً من ذلك، فإن الصعوبات غير المتوقعة والمقاومة المتزايدة التي تولدها الحرب ستكثف كل التناقضات الداخلية للمجتمع الأمريكي.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار