أكد مقال نشره موقع “غلوبال ريسيرش” أن الولايات المتحدة تقوم بتضخيم خطر الهجمات الإلكترونية الصينية المزعومة ضدها باستخدام مزاعم لا أساس لها يتم تداولها بشكل مستمر من وسائل الإعلام الأمريكية الرئيسة رغماً عن إمكانية أن يؤدي ذلك إلى خلق حالة من الهستيريا بين الأمريكيين.
وحسب المقال فإن موسكو بدورها كثيراً “ما تُتهم بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية واختراق قاعدة بيانات اللجنة الوطنية الديمقراطية الأمريكية (DNC) ودفع مكافآت لـ”طالبان” لقتل الجنود الأمريكيين إضافة إلى هجمات إلكترونية باستخدام “برامج الفدية المتنوعة الضارة”.
وأكد المقال أن المتشددين الأمريكيين يستغلون الاتهامات ويستخدمونها غالباً كأساس لتجنب الدبلوماسية النقدية مثل محادثات الحد من التسلح، مشيراً إلى أن هذا التكتيك يتم تداوله أيضاً لحشد الدعم لمزيد من التوسع في حلف “ناتو” والطرد الجماعي للدبلوماسيين والهجمات الإلكترونية والرقابة على الإنترنت وزيادة العقوبات.
وقال المقال: وبالمثل، فقد اتهم وزير الخارجية الأمريكي السابق، السادي والمتشدد للغاية، مايك بومبيو في أحد أعماله الأخيرة كوزير للخارجية، الصين رسمياً بارتكاب “إبادة جماعية” ضد سكانها من الأويغور، ومنذ ذلك الحين أعاد وزير الخارجية الحالي أنتوني بلينكين، النظير النيوليبرالي لبومبيو، التأكيد على هذا الموقف، حيث تروج وسائل الإعلام الأمريكية لهذا الادعاء بشدة بالاستناد إلى أدلة ضعيفة ومصادر مشكوك فيها للغاية، وهو ما تستغله واشنطن لتبرير العقوبات المتعددة الأطراف وفصل اقتصادها عن الصين الذي سيزيد بشكل كبير من احتمالية نشوب حرب بينهما.
وأشار المقال إلى أن بكين تُتهم حالياً من قبل واشنطن وحلف شمال الأطلسي والمملكة المتحدة وآخرين باختراق برنامج البريد الإلكتروني “مايكروسوفت إيكستشنج” الذي تستخدمه العديد من الشركات والحكومات في جميع أنحاء العالم، وأيضاً من دون تقديم أي دليل كما هو الحال مع الادعاءات الموجهة ضد روسيا.
وتابع المقال: وعلى الرغم من أن هذا الادعاء غير مثبت فقد يتم استغلاله لفرض المزيد من العقوبات على الصين، وما يثير القلق أن “ناتو” ألحق مؤخراً الهجمات الإلكترونية بركب الأشياء الأخرى التي قد تؤدي إلى استدعاء بند الدفاع المشترك المدرج في المادة الخامسة من ميثاقه، كما حذّر الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخراً من أن الهجمات الإلكترونية يمكن أن تستخدم كذريعة لـ”حرب حقيقية مع قوة عظمى” مع تركيزه على بكين وموسكو.