أشار موقع”ذا غيت” إلى أن اليمن بحاجة ماسة إلى السلام، حيث تشير أرقام الأمم المتحدة إلى أن عدد القتلى اليمنيين تجاوز الـ233 ألفاً، بينهم 131 ألفًا بسبب الجوع ونقص الخدمات الصحية والبنية التحتية، وأكثر من 3153 حالة وفاة بينهم 566 طفلاً في السنوات الخمس الأولى من الحرب عليها، وما زالت الأرقام في تصاعد، ما يجعل التوصل إلى تهدئة الأوضاع هناك أمراً ضرورياً.
وتساءل الموقع، هل الخطوة التي قام بها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش بتعيين مبعوث أممي جديد إلى اليمن صائبة، وهل ستكلل مساعي الدبلوماسي السويدي هانز غروندبرغ، خلفًا للبريطاني مارتن غريفيث، بالنجاح؟
يعد غروندبرغ رابع مبعوث إلى اليمن الذي مزقته الحرب، وهو يتولى مهامه في وقت يواجه ملف اليمن تعقيدات كبيرة، بسبب الفجوة المتسعة في وجهات النظر بين أطراف النزاع، حيث يتمسك طرفا النزاع بمواقفهم.
وبين الموقع أن مهمة المبعوث الأممي الجديد محاطة بالكثير من التعقيدات، لافتاً إلى أن نجاحه لا يتوقف على عدد المرات التي سيجمع فيها الأطراف المتنازعة إلى طاولة المفاوضات كما فعل المبعوثون السابقون إلى اليمن؟
وحسب الموقع، يشعر الكثيرون بالإيجابية بشأن تعيين غروندبرغ الذي وافق عليه مجلس الأمن الدولي المكون من 15 عضوًا، إذ يتمتع الدبلوماسي السويدي بخبرة كبيرة في حل النزاعات في الشرق الأوسط وفي اليمن نفسه، وإن كان بدا في مهمته السابقة كسفير للاتحاد الأوروبي إلى اليمن قليل الحيلة للضغط نحو مفاوضات جادة ووقف إطلاق النار، لكن الأمر مختلف هذه المرة إذ سيكون الدبلوماسي السويدي مدفوعًا بدعم دولي وأممي واسع، إضافة إلى كونه يملك تصورًا واضحًا عمّا يمكن عمله في اليمن.
بينما يرى آخرون أن تعيين مبعوث أممي جديد قد يكون لا معنى له إذا لم تصاحبه إرادة سياسية إقليمية ودولية لإنهاء الصراع وخاصة مع غياب أدوات جديدة داعمة له للتعامل مع الحقائق على الأرض، إذ أكد الموقع أن المبعوث الأممي أيّاً كان، لن يكتب له النجاح في مهمته ما لم يعمل على رسم خطة سلام جادة لا تكتفي برضا أطراف الحرب وتستند على أسس قانونية وأخلاقية منها مفهوم الشرعية وعدم استخدام السلاح لتنفيذ أجندات سياسية، ما يعني أن معاناة اليمنيين ستستمر، وستظل جهود الأمم المتحدة على محك الامتحان في اليمن.
وأوضح الموقع أن إخفاق الجهود البريطانية والأميركية في إدارة الملف اليمني وتولي الاتحاد الأوروبي للمهمة، يعني ببساطة استمراراً في نفس النهج في التعامل مع الأزمة اليمنية، وعليه لا يبدو أن مهمة المبعوث الرابع لليمن ستكون سهلة، خاصة أن هناك رغبة دولية لإنهاء ملامح الحرب بشكل سريع، لا علاج أسبابها، ما يجعل المبعوث في وضع صعب عملياً وأخلاقياً قبل مزاولة مهمته.
وأكد الموقع أن غروندبرغ حرص خلال عمله كسفير للاتحاد الأوروبي إلى اليمن، على حث الأطراف اليمنية للعودة إلى التفاوض، وتشجيع الأطراف السياسية والعسكرية في تبنّي السلم، وقال في مقال سابق إن إمكانية سلام اليمن ليست خيالاً بعيد المنال، بل فرصة قائمة في الواقع.
يذكر أن الدبلوماسي الأوروبي يمتلك سجلاً طويلاً في الشرق الأوسط، حيث عمل في العديد من البعثات الدبلوماسية السويدية وبعثات الاتحاد الأوروبي في الخارج، بما في ذلك توليه مناصب دبلوماسية في القاهرة والقدس المحتلة، كما عمل رئيساً لقسم الخليج في وزارة الخارجية السويدية، وترأس مجموعة عمل الشرق الأوسط والخليج التابعة للمجلس الأوروبي خلال رئاسة السويد للاتحاد الأوروبي في العام 2009 قبل تعيينه سفيراً للاتحاد الأوروبي في اليمن مطلع أيلول 2019، إلى جانب أنه ساعد في نزع فتيل القتال في ميناء الحديدة في أواخر عام 2018 عندما جمع الأطراف المتحاربة وتوسط في اتفاقية استوكهولم.