نؤجلُ الكتابةَ؛ فيعاتبنا المحبّون, نكتبُ؛ فينقُمُ علينا الفاسدون.
نقلّبُ الكلامَ ونشمّسُه وننقّيه من سوسِ البلادة والرتابة والتكرار والعاديّات؛ فيهجونا البعض أنْ لماذا لا تكتب ما يفهمه الناس البسطاء فيما يمسُّ يوميات قهرهم!.
ننتقدُ ونصرخ ونشد أقواسنا لتصيب المقصرين وغير المخلصين؛ فيعلّقُ المتشائمون: أوَتحسبُ أن «”كلام الجرايد» ينفع ويؤثر ويصلُ ويغيّر!
نلجأ إلى الأحلام لنقطفَ ورداً أشهى؛ فتطاردنا ذئابُ الكوابيس. نستجدي الليلَ لنبكي في جوفه بصمت الخاشعين فيصلبنا الأرقُ كأن لا يوجد خطّاؤون على هذا الكوكب غيرنا!.
نفتح علبَ الذكريات؛ فتهرب عفاريتُ الماضي منها وتبدأ حفلة تعذيبنا بالحنين وتُشعِلُ مهرجاناً من الكلام والكلامِ المضاد كأنْ لم يبقَ في الحوارات متسعٌ لغير العتاب.
نستنجدُ باللغة؛ فتهزأ بنا الأحرفُ، إذ كيف للناس وهم يكتوون بنار الوقائع، ويُطحنون تحت رحى الحاجات…أن يصدّقوا قصائدَ العشق، واستعارات الفرح، ومجازات المحبة!.
لكن قبل هذا وبعده، وفيه ومنه، وبسببه ومن أجله، هناك شيءٌ واحدٌ مؤكد وحقيقي هو أنني حين أكتبُ أكونُ نفسي دائماً!.