منذ اندلاع الأزمة في سورية عام 2011 والإعلام الغربي وخاصة البريطاني منه يسخر معظم إمكانياته لتشويه الوضع في سورية لحساب المعارضة، ورغم كل هذه الأساليب لم ينجح هذا الإعلام في خلق وضع معاد للحكومة السورية داخل البلاد، هذا ما أشار إليه موقع (غري زوون) من خلال مقال تحليلي تضمن مجموعة من التقارير تم الحصول عليها من مجموعة يطلق عليها اسم “أنونيموس” أي “مجهولي الهوية” جاء فيه:
لقد قامت السلطات البريطانية بعد اندلاع الحرب على سورية بتشكيل بنية إعلامية واسعة النطاق لتشويه سمعة الحكومة السورية والتأثير على الرأي العام الغربي والعربي من أجل تزييف الحقائق الجارية في سورية وذلك من خلال وثائق نشرتها مجموعة “أنونيموس” أكدت فيها أن شركات العلاقات العامة البريطانية انخرطت في تقديم الدعم الإعلامي للمعارضة السورية والجماعات الإرهابية.
وجاء في المقال أن جميع الشركات والأفراد المشاركين في الحملة البريطانية يدركون أنهم يعملون مع متطرفين، كما تؤكد بيانات أخرى أن وسائل الإعلام البريطانية لا تسعى إلى تقييم الصراعات التي تشارك فيها حكوماتهم بشكل موضوعي.
وأوضح المقال أن بريطانيا قامت مع اندلاع الحرب على سورية عام 2011 بتكوين بنية تحتية واسعة النطاق لشن حرب إعلامية ضد الحكومة السورية تهدف إلى خلق رأي عام غربي وعربي يشوه الحقائق في سورية وذلك في إطار الحملة الإعلامية البريطانية الواسعة لدعم ما يسمى بـ “المعارضة السورية”، حيث أبرمت السلطات البريطانية بما في ذلك وزارة خارجيتها عدة عقود مع شركات مثل شركة الأبحاث وتحليل البيانات ويرمز لها اختصاراً (أي آر كي)، وتبين فيما بعد أنها شركة عسكرية استخباراتية مقرها دبي.
وأضاف المقال، صرّح أوليغ سيرومولوتوف، نائب وزير الخارجية الروسي أن الشركة الإعلامية ظاهرياً والمذكورة سابقاً قامت في عام 2013-2016 بتمويل منظمة “الخوذ البيضاء” التي تحظى بدعم كبير من وكالات التنمية الدولية في بريطانيا.
وفي السياق ذاته أشارت الصحفية البريطانية فانيسا بيلي إلى أن “المسلحين” بما في ذلك جبهة النصرة الإرهابية في سورية تلقوا منذ عام 2011 أكثر من 200 مليون جنيه إسترليني من الحكومة البريطانية.
ولفت المقال أن الشركة الإعلامية البريطانية والتي يرمز لها اختصاراً (أي آر كي) نفذت برامج في سورية منذ عام 2012 بقيمة إجمالية تجاوزت الـ 66.6 مليون دولار وقامت بدعم “المعارضة المسلحة في سورية” من خلال تقديم مجموعة متنوعة من الخدمات الإعلامية وخدمات العلاقات العامة وسعت الشركة البريطانية إلى تصوير الجماعات المسلحة في سورية على أنها مؤسسات عسكرية منضبطة ومحترمة.
يذكر أن الشركة الإعلامية البريطانية السابقة تعد من أهم الشركات التي دربت “أنصار المعارضة المسلحة” على التعامل مع وسائل الإعلام وساهمت في ترتيب المقابلات التلفزيونية والصحفية مع ممثلي وسائل الإعلام الرئيسية بما في ذلك الـ”بي بي سي” والقناة الرابعة البريطانية وكان لها اتصالات مع رويتزر والفاينانشال تايمز والتايمز والنيويورك تايمز والغارديان البريطانية إلى جانب الـ”سي إن إن والـ سكاي نيوز” وكل من قناتي الجزيرة العربية.
وقد أدارت هذه الشركات حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بـ “الخوذ البيضاء” المعادية لسورية بهدف الترويج لأنشطة هذه المنظمة وعملت الشركة الإعلامية السابقة مع شركة أخرى تسمى اختصاراً (تي جي سي إن) بقيادة ريتشارد باريت، الرئيس السابق لقسم مكافحة الإرهاب بجهاز المخابرات البريطانية إم 16 على توقيع عقود عمل مع 97 مصور فيديو و23 مصوراً صحفياً، و32 محرراً وباحثاً، و19 مدرباً وقامت بفتح ثمانية مراكز تدريب وثلاثة مكاتب صحفية في مناطق خارج سيطرة الحكومة السورية.
وتضمن المقال تقريراً صدر عام 2016 عن ذات الموقع الإخباري المستقل الـ”غري زون” يؤكد أن الشركات الإعلامية التابعة للحكومة البريطانية عرضت دفع مبلغ 17000 دولار شهرياً لإعلامي لم يتم الكشف عن اسمه وجنسيته مقابل مواد صحفية لدعم الجماعات الإرهابية والمسلحين في سورية.
كما يؤكد تقرير آخر تضمنه المقال أن الشركات الإعلامية البريطانية التي عملت في سورية لعبت دوراً مهماً في تشكيل صورة إيجابية للجماعات الإرهابية المسلحة غير الشرعية وتبييض أنشطتها، وأنها تلقت المال من بريطانيا والولايات المتحدة، حيث كشفت تلك التقارير كيف طور مقاولون حكوميون بريطانيون بنية تحتية دعائية ضد سورية بهدف دعم المعارضة المسلحة في سورية.
وأفاد المقال إلى أن لشركات العلاقات العامة البريطانية تأثيراً بارزاً ومضللاً على التغطية الإعلامية في سورية من حيث إنتاج أخبار كاذبة بثت على الشاشات الإعلامية الرئيسية في الشرق الأوسط بما في ذلك الـ بي بي سي والعربية والجزيرة وأورينت، لافتاً إلى أن تلك الشركات الممولة من بريطانيا عملت كمندوبة علاقات عامة بدوام كامل مواكبة المتطرفين من المعارضة المسلحة في سورية، وذكر بيان صادر عن تلك الشركات إحداها شركة “إن كونستريت” أنها على اتصال دائم بشبكة إعلامية ضخمة تضم أكثر من 1600 صحفي معظمهم من الإعلاميين الدوليين يتم استخدامهم لدفع الحوار نحو تأييد ما يسمى المعارضة.