لقطات
1
كثيرة هي الآراء التي تحاول أن تحلل أسباب عدم وجود أي أثر لما يُنتج ثقافياً وبالتالي تضيع جهود المنتجين الثقافيين في الحقول كافة، وخاصة الفكرية. وهي آراء لا تقارب السبب الرئيسي، الذي يكمن في الحال المعيشية المتردية التي تأخذ معظم مستهلكي الثقافة نحو العمل لتأمين قوت عيالهم ومصاريف الحياة، فينشغلون عن موعد الفعاليات الثقافية وقراءة الكتب بتنوعها. فكيف لمن يقضي يومه بالعمل أن يتابع أي فعالية أو إن قرأ كتاباً سيستطيع التركيز على الأفكار التي يطرحها ويناقشها هذا المفكر أو ذاك. فهذه الشريحة الأوسع من المتابعين لكل ما هو ثقافي حتى إن كانت معظم الفعاليات مجاناً ستجد الكثير في منأى عنها لعدم وجود الحوافز لديها، ولسيطرة اليأس على دماغها الذي ينتظر حلولاً لمعاناته اليومية ولن يجدها في كتاب أو مسرحية أو ندوة فكرية. فما ينتج عن ذلك كله أن المُنتِج والمُنتَج الثقافيين في جهة، والمتلقي غير المهتم رغم إرادته في جهة أخرى!
2
لا يزال معظم من يتداول كلمة الثقافة يختزل معناها بأماسي القصة والشعر، من دون أن يضع في باله أن المحاضرات والندوات والمؤتمرات الفكرية، والعلمية بتنوعها هي ثقافة، وأن مهرجانات المسرح والموسيقا وبقية الفنون البصرية، ومعارض الحرف اليدوية، ثقافة أيضاً، وأنه يجب ألّا نشيد بهذه الهيئة أو تلك لمجرد أنها تُعِدّ أماسي لهذا القاص وتلك الشاعرة من المبتدئين، رغم أهمية ذلك، فالمفترض أن نقول بشكل محدد هي تعد أماسي أدبية، ولا نعطيها أكبر من حجمها، وهذا لن يقلل من قيمتها. فمن الضروري أن تعرّف الهيئات بأفعالها فقط.
3
كتابٌ هو الأول نقدياً لأحد الأدباء، وكان قد أصدر قبل ذلك 41 عملاً أدبياً بين رواية ومسرح وقصة قصيرة وأدب أطفال. وفي حسبة بسيطة ووفق مواليد هذا الأديب الذي لا يتجاوز عمره 53 سنة، سنجد أنه بدأ الإصدار في عمر 12 سنة، إذا حسبنا أن كل إصدار يحتاج سنة كتابة وموافقة نشر! كما لا بد أن نستغرب أنه اعتبر بعض ما نشرته له بعض المجلات الفصلية إصدارات! لكن في زعمنا ورغم كل تلك الإصدارات لم نسمع سوى بإصدار واحد له، وللأمانة نال عليه جائزة عربية، لكن ذلك لا يكفي لكي يتوهم هذا الأديب مع بعض من يتوهم أن الكثرة في الإصدار تعني الإبداع والتميّز؟!