الطاقات البديلة واستخداماتها في ندوة علمية بالحسكة

أقام المكتب الاقتصادي في فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في الحسكة اليوم ندوة علمية بعنوان الطاقات البديلة واستخداماتها (واقع – صعوبات – مقترحات) برعاية أمين فرع الحزب المهندس تركي عزيز حسن، وحضور العديد من المهتمين، وتضمنت الندوة محورين اثنين؛ المحور الأول بعنوان الطاقة الحيوية، والمحور الثاني الطاقة الشمسية.
في المحور الأول تحدث المهندس محمد السهو عن الطاقات البديلة وأنواعها، مركّزاً على ما ينتج منها في محافظة الحسكة وخاصة ما يسمى الـ«كومبوست» من خلال دورات تقيمها مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي للعديد من المهتمين بهذه الأنواع من الطاقة.
وتحدث عن استخدام بقايا النباتات ومخلفات الحيوانات ومزاياها في توليد طاقات بديلة يمكن استخدامها في العديد من المجالات، ومن مزاياها الأخرى أنها تخلص البيئة من هذه البقايا والمخلفات، أي تؤدي إلى خلق بيئة نظيفة وبالمقابل تقدم طاقة يمكن الاستفادة منها بتكلفة مالية مناسبة.
وبَيّن أنه يمكن الاستفادة من الطاقة الحيوية بإنتاج بعض المواد التي يحتاجها الإنسان في مجالات أخرى كالغاز مثلاً، مقدماً بعض النماذج عن مواطنين في مختلف أنحاء المحافظة استخدموا الطاقة الحيوية واستفادوا منها من خلال تطبيق ما تعلموه في الدورات التي تقيمها مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي.
أما في المحور الثاني فتحدث المهندس محمد الحسين عن الطاقة الشمسية، مبيناً أهميتها وطرق استخدامها وكيفية الاستفادة منها في مختلف المجالات، ولاسيما أن الطاقة الشمسية متوافرة بكثرة في سورية ومعظم أيام السنة، ويمكن الاستفادة منها في توليد الطاقة اللازمة لتشغيل العديد من المستلزمات غير الإنارة أو تشغيل التجهيزات المنزلية، كتشغيل مضخات الماء في سقاية المحاصيل الزراعية وسواها.
كما تحدث عن طاقة الرياح قائلاً: إنها متوافرة في سورية لكن مازالت استخداماتها محدودة ولم يتم استثمارها بالشكل المطلوب حتى الآن.
وسلطت الندوة الضوء على الصعوبات التي تعترض استخدام الطاقات البديلة والمتجددة على نطاق واسع، والمقترحات المناسبة لتشجيع المستثمرين والمواطنين على الإقدام على الاستفادة من هذه الطاقة كبديل عن الطاقة الكهربائية التي يواجه إنتاجها وتوليدها اليوم الكثير من العقبات.
ونوّه الحضور بأهمية الندوة وخاصة أنها تعالج موضوع العصر، وتمنّوا لو تم التطرق إلى أنواع أخرى من الطاقات المتجددة المتوافرة في سورية بشكل عام ومحافظة الحسكة بشكل خاص كطاقة مياه الأنهار، التي قام أحد المخترعين من أبناء المحافظة بتقديم اختراع للاستفادة منها في توليد الطاقة الكهربائية، ونال على هذا الاختراع جائزة معرض الباسل للإبداع والاختراع، وقام بتسجيل اختراعه لدى الجهات المختصة. وكان من الممكن أن تصبح الندوة أغنى فيما لو تمت دعوة هذا المخترع للحديث عن اختراعه فيها، وهو اختراع متميز عن الأنواع الأخرى من الطاقات المتاحة بأنه سهل التنفيذ والتشغيل في كل الأوقات وغير مكلف وإكسسواراته والمواد اللازمة لتصنيعه متوافرة في الأسواق المحلية، ويمكن من خلاله إنتاج الكهرباء اللازمة لكل مدينة على حدة لا علاقة لها بما يتم توليده للمدن الأخرى. وهذا الاختراع يبين أن المخترعين في محافظة الحسكة عملوا على استخدام الطاقة البديلة والمتجددة منذ سنوات طويلة وقبل الحرب على سورية.
كما تساءل الحضور عن المزايا والتسهيلات التي قدمتها الحكومة من أجل تشجيع المواطنين على استخدام الطاقات البديلة والمتجددة، وتمنوا لو تم التطرق إلى ما يمكن استخدامه من الطاقات البديلة في محافظة الحسكة، أي ما يصلح للاستثمار في المحافظة ويتناسب مع واقعها وظروفها، مطالبين بإحداث جهة تتولى تشجيع المواطنين والمستثمرين على الانخراط في هذا المجال لما له من أهمية.
وشدد الحضور على إقامة المزيد من هذه الندوات المتميزة، ودعوة جمهور أكثر لحضورها من أجل الاستفادة منها ونشر ثقافة استثمار الطاقة البديلة على أوسع نطاق.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار