أكد مقال نشره موقع “نيو إيسترن آوت لوك” أن الولايات المتحدة تفقد قدرتها على تغيير قواعد اللعبة في الأحداث العالمية وسط رفضها المتغطرس للاعتراف بتراجع مكانتها.
واستعرض المقال عدداً من الدلائل التي تؤكد هذا الأمر بما فيها الوصف غير الاعتيادي الذي أطلقه الرئيس الأمريكي جو بايدن على نظيره الروسي أثناء حوار له قبل بدء قمتهما في جنيف في حزيران الماضي قائلاً: إنه “قاتل”، ولم يكن هذا مجرد قول مقيت وغير حكيم، بل إنه لمن السخف أن يصف أي رئيس أمريكي خصمه بهذا الوصف، وخاصة أن الولايات المتحدة كانت القوة الرائدة بلا منازع في إحداث الفوضى في جميع أنحاء العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية على الأقل، فكانت، خلال تلك العقود، مسؤولة عن وفاة ملايين الأشخاص في كل قارة.
وقال المقال: المؤشر الثاني لانحدار القوة الأمريكية هو عمل واشنطن على تشويه سمعة خصومها، ففي حين كان الرئيس الأسبق باراك أوباما رافضاً بوقاحة للتقدم الصناعي الروسي زاعماً أن الروس ينتجون أكثر بقليل من مجرد أسلحة، فإن الاقتصاد الروسي مرن للغاية بدليل قدرته على إنتاج أسلحة ذات مستوى عالمي يتقدم جيلاً على نظيره الأمريكي، وفي الواقع فإن أجهزة المخابرات الأمريكية ليست بغبية لدرجة أن تفشل في إدراك أن الروس يتقدمون على نظرائهم الأمريكيين في هذا المجال.
ورأى المقال أن الأمريكيين فشلوا في تقدير مدى تأخرهم إذ ما زالوا يتصرفون بغطرسة لدرجة مذهلة سواء في أوروبا ضد روسيا أو في الشرق الأقصى ضد الصين، ويتجلى هذا في تدريبات على شاكلة تدريبات “حرية الملاحة” التي تجريها البحرية الأمريكية في بحر الصين الجنوبي، رغم عجز واشنطن عن الإشارة إلى مثال واحد على عرقلة مرور سفنها هناك، وهو ما يتهرب الإعلام الغربي من ذكره فنجد هذا الإعلام مجمعاً تقريباً على دعم هذه التدريبات الاستفزازية الصارخة.
وأضاف المقال: وعلى الرغم من أن بايدن أبدى في لقائه مع بوتين في جنيف عدداً من الإيماءات التصالحية، فإن هذه الإيماءات بقيت ضمن إطارها الحركي ولم تترجم إلى أفعال على أرض الواقع، فالعقوبات الأمريكية على روسيا ما تزال قائمة بل تم توسيعها بعد اجتماع جنيف! تحت ذريعة الإجراءات الروسية المزعومة ضد أوكرانيا، والإصرار الروسي على أن المياه المجاورة لشبه جزيرة القرم هي أراضي روسية.
وأكد المقال أن أيام الهيمنة الأمريكية ولت، وأن العالم يشق طريقاً جديداً بقيادة روسيا والصين وهذا ما يتمثل بشكل واضح في الدعم العالمي الساحق لمبادرة “الحزام والطريق” الصينية، لكن الولايات المتحدة ترفض قبول هذا الواقع، وحثها على الاعتراف بهذه التغييرات في ميزان الشؤون العالمية هو التحدي الرئيس الذي يواجه العالم في العقد الحالي.