يعاني قطاع مياه الشرب في محافظة درعا من منغصات عدة تؤثر في مستوى الخدمة المقدمة للمواطنين وتزيد من الأعباء الملقاة على عاتق الجهة المعنية بها سعياً وراء تعزيز مصادر تلك المياه وتأمينها بالحصص المقبولة للتجمعات السكانية.
وأوضح المهندس محمد المسالمة مدير عام مؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي في درعا أن هناك معاناة من تراجع غزارة الينابيع الرئيسة وجفاف بعضها, ما يضطر المؤسسة للاتجاه نحو حفر آبار ضمن التجمعات السكانية، لكن ونتيجة انخفاض المناسيب في الحوض المائي للمحافظة فإن أعماق حفر تلك الآبار تزايدت, الأمر الذي أدى إلى زيادة تكلفة إنتاج المياه وحمل المؤسسة أعباءً إضافية.
ولفت المسالمة إلى أن تراجع غزارة الينابيع وانخفاض منسوب المياه الجوفية ناجم عن الاستجرار الزائد من الحوض المائي وتزايد أعداد الآبار الزراعية المخالفة في الحوض ، حيث بلغ عدد الآبار المخالفة أكثر من 4 آلاف بئر تستنزف الحوض المائي للمحافظة وهو أمر خطير يهدد بكارثة مائية قادمة في حال عدم معالجة وضع هذه الآبار وترشيد استجرارها المياه للأغراض الزراعية، وخاصةً أن النتائج تؤكد هذه التوقعات, حيث إن نبع مياه المزيريب جفّ بشكل شبه كامل وكذلك نبع مياه زيزون, فيما تراجعت غزارة بقية الينابيع الرئيسة المغذية لمشاريع مياه الشرب، ما يستدعي تضافر جميع الجهود من أجل تحقيق إدارة رشيدة للمياه تأخذ في الحسبان التزايد السكاني على مدى سنوات قادمة وتأمين حاجة السكان الأساسية لمياه الشرب وضبط الزراعات التي تستنزف المياه بشكل كبير، وذلك من خلال دراسة الجدوى من هذه الزراعات خاصة في ظل محدودية المصادر المائية المتاحة ومدى كفايتها لأغراض الشرب بالدرجة الأولى ومن ثم للزراعة والاستخدامات الأخرى.
قد يعجبك ايضا