قال المدير العام لمؤسسة المياه في الحسكة المهندس محمود العكلة لـ«تشرين»: إن محطة مياه عللوك الكائنة في ريف منطقة رأس العين المحتلة والمغذية لمليون إنسان يعيشون في منطقة الحسكة وضواحيها وناحية تل تمر وقراها عادت إلى العمل بشكل جزئي، بعد قيام المحتل التركي بتوقيف المحطة بشكل كلي منذ السادس والعشرين من شهر حزيران الماضي.
موضحاً أن الأصدقاء الروس تمكنوا من إبرام اتفاق مع المحتل التركي بعد مفاوضات مضنية، ينص الاتفاق على تشغيل 20 بئراً من آبار المحطة الـ(34)، وبموجب هذا الاتفاق دخلت ورشة من العاملين في مؤسسة المياه برفقة الأصدقاء الروس إلى المحطة وقامت بإجراء كشف على الآبار والمضخات والتجهيزات الميكانيكية والكهربائية فيها وتبين قيام المحتل التركي ومرتزقته بسرقة العديد من هذه التجهيزات، ولهذا لم تتمكن الورشة من تشغيل سوى 10 آبار و4 مضخات أفقية فقط حالياً, وبدأ ضخ المياه من هذه الآبار باتجاه محطة تجميع وضخ الحَـمَـة تمهيداً لضخها نحو أحياء مدينة الحسكة حسب البرنامج المقرر للتقنين، علماً أن هذا العدد من الآبار يقدم بحدود 50 ألف م3 من المياه في اليوم فقط، أي ما يعادل نصف حاجة المدينة في اليوم.
وبَـيّـن المهندس العكلة أن الورشة التابعة لمؤسسة المياه تمكنت بشكل مبدأي من إجراء جرد للتجهيزات والمعدات المسروقة من محطة مياه عللوك وتم التواصل مع بعض المنظمات الدولية العاملة في المجال الإغاثي في المحافظة من أجل المباشرة بإجراء أعمال إعادة التأهيل والصيانة اللازمة للمحطة، وقد أبدت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري كل الاستعداد والجاهزية للقيام بذلك بدءاً من اليوم وإنجاز المهمة في أقصر فترة ممكنة، من أجل وضع حد لمعاناة مليون إنسان من العطش ونقص المياه الصالحة للشرب.
من جانبه أكد رئيس مجلس إدارة فرع الهلال الأحمر العربي السوري في الحسكة علي منصور لـ«تشرين» أنّ الفرع على أتم الاستعداد لتنفيذ أعمال إعادة التأهيل والصيانة والإصلاح اللازمة لمحطة مياه عللوك من خلال إدارة المياه وإعادة التأهيل في الفرع وبالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مبيناً أن منظمة الهلال الأحمر العربي السوري سبق أن انتهت مطلع نيسان الماضي من تنفيذ المرحلة الأولى من صيانة وإعادة تأهيل محطة مياه عللوك التي تغذي مدينة الحسكة والريف الغربي، بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وشملت أعمال الصيانة ضمن المرحلة الأولى إعادة تأهيل 9 مضخات أفقية بغزارة 750 م3/سا لكل مضخة إضافة إلى صيانة 21 بئراً من أصل 34 بئراً وتجهيزها بشكل كامل، ما انعكس على زيادة الكميات المنتجة من المياه من 60 ألف م3 إلى 80 ألف م3.
ولفت منصور إلى أنّ محطة مياه عللوك تتعرض للأعطال بشكل مستمر نتيجة انخفاض الجهد الكهربائي المغذي لها، ما يجعلها بحاجة إلى أعمال صيانة مستمرة مشيراً إلى أنه كان من المقرر البدء بالمرحلة الثانية من الصيانة التي تشمل بقية آبار المحطة وصيانة الأعطال الطارئة التي تحدث ضمن المعدات والتجهيزات والغواطس خلال الفترة الماضية، لكن إقدام المحتل التركي ومرتزقته على توقيف العمل في محطة عللوك ومنع الورشات الفنية من الدخول إليها حال دون ذلك.
وأوضح منصور أن منظمة الهلال الأحمر العربي السوري كانت خلال فترة انقطاع مياه الشرب من محطة عللوك في مقدمة الجهات التي عملت على تأمين مياه الشرب للسكان وتخفيف معاناتهم من العطش، وذلك إيماناً من المنظمة بالدور الإنساني الملقى على عاتقها، ومن الإجراءات التي اتخذتها المنظمة مضاعفة كمية المياه التي تملأ بها 150 خزاناً رئيساً موزعة على أحياء المدينة والتجمعات السكنية، لتصبح 1300م3 بدلاً من 650م3، بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومن أجل تأمين مصادر مياه جديدة أنهى المتطوعون في إدارة المياه والتأهيل بدعم من الصليب الأحمر النرويجي إعادة تأهيل بئر قرية تل الطيب في ريف تل حميس شمال شرق الحسكة، ويبلغ عدد المستفيدين من البئر أكثر من 3000 شخص من سكان قرية تل الطيب والقرى المجاورة، بالإضافة إلى إمكانية اعتماد البئر كمنهل إضافي في حال عودة خروج محطة عللوك من الخدمة.
يذكر أن فرع الهلال الأحمر العربي السوري قام خلال فترة انقطاع مياه الشرب من محطة عللوك عن السكان بتركيب ٨ خزانات مياه مركزية جديدة سعة ٢٥ برميلاً لكل خزان، في عدد من الأماكن التي لا يوجد فيها خزانات، كما قامت الجمعيات الخيرية والهيئات الروحية المشاركة بمبادرة« قطرة ماء» بتركيب ١٠ خزانات مياه جديدة سعة ٢٥ برميلاً لكل خزان ووضعها في أماكن أخرى.
قد يعجبك ايضا