مع انتهاء الجولة السادسة من مفاوضات فيينا المتعلقة بإعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني، يناقش البيت الأبيض ما يجب فعله في حال انهارت المحادثات تماماً، بما يشمل تشديد العقوبات على تجارة النفط الإيرانية مع الصين عبر العودة إلى حملة “الضغط الأقصى” الفاشلة التي انتهجتها إدارة ترامب السابقة وتعزيزها.
هذا ما جاء في مقال نشره موقع “ذا أمريكان كونسيرفاتيف” الأمريكي، مشيراً إلى أن على إدارة بايدن أن تفكر أكثر قبل أن تتجه نحو تشديد “العقوبات” على إيران، ويرى أنه “من الحكمة أن تتجنب السير في هذا الطريق من أصله علماً أن المحادثات ما تزال بعيدة عن الانقطاع الكلي”.
ولفت المقال إلى أن الولايات المتحدة وإيران سعتا لإيجاد طريقة للعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، الذي وضع إجراءات للتحقق وسقوفاً لبرنامج إيران النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية بشكل كبير، وبعد عدة جولات من التقدم المتواضع نسبياً في المفاوضات الجارية منذ نيسان الماضي، تباطأت المحادثات منذ منتصف حزيران الماضي ومن غير المرجح أن تستأنف حتى منتصف آب القادم عندما يؤدي الرئيس الإيراني المنتخب حديثاً، إبراهيم رئيسي، اليمين الدستورية.
وقال المقال: عندما رست إدارة ترامب السابقة على إستراتيجية “الضغط الأقصى” في ربيع عام 2018، كان هناك افتراض قوي داخل بيروقراطية الأمن القومي بأن واشنطن يمكن أن تجبر طهران بشكل أساسي على حالة الاستسلام، انطلاقاً من منطق بسيط جداً: كلما زاد الضغط الاقتصادي الذي تتعرض له الحكومة الإيرانية، زاد احتمال موافقتها على صفقة بشروط أمريكية.
وتابع المقال: لكن السياسة العالمية أكثر تعقيداً بكثير مما كان يعتقده صناع السياسة في واشنطن، إذ اتضح أن إيران رأت أن الاستسلام لأكبر خصم لها ينطوي على احتمال أكثر خطورة بكثير من وضع حد للألم الاقتصادي الذي امتد لسنوات.
وأشار المقال إلى أن العقوبات الثانوية الأمريكية كان لها تأثير اقتصادي سلبي هائل على الحكومة الإيرانية، حيث خفضت صادرات النفط الإيرانية بنسبة 76% بين عامي 2017 و2019 وحرمت طهران من عائدات تصل إلى 150 مليار دولار، ومع ذلك، لم تكن إيران متفرجاً عاجزاً وبدلاً من المجيء إلى طاولة المفاوضات كما توقع المسؤولون الأمريكيون، ردت طهران على انسحاب الولايات المتحدة أحادي الجانب من الاتفاق وإعادتها فرض عقوبات عليها بالتراجع تدريجياً عن بعض التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق مثل مستوى تخصيب اليورانيوم وكميته.
وأضاف المقال: ومع الأخذ بعين الاعتبار ارتفاع فرص نشوب حرب بين الولايات المتحدة وإيران بشكل كبير بعد تطبيق سياسة “الضغط الأقصى” الأمريكية، يصعب معرفة سبب رغبة إدارة بايدن في استئناف هذه السياسة التي زرعت بذور مزيد من التوتر في منطقة مضطربة بالفعل بل جاءت بنتائج عكسية على المصالح الأمريكية!، ويصبح الأمر أكثر غرابةً عندما ننظر إلى محاولة بايدن إغلاق فصل واشنطن الطويل العدواني في الشرق الأوسط!