مباحثات لتعزيز التعاون السوري الروسي في الإعلام والتربية والعدل والجمارك

استكمالاً لمؤتمر عودة اللاجئين والمهجرين السوريين الذين اضطرتهم جرائم الإرهابيين لمغادرة البلاد، والذي احتضنته دمشق في تشرين الثاني من العام المنصرم في قصر المؤتمرات بدمشق، تستمر الجلسات والاجتماعات لمناقشة الإجراءات التي تقوم بها الدولة السورية بمشاركة وفد روسي كبير، لتهيئة الظروف لعودة اللاجئين السوريين، وتوفير الظروف والبيئة المناسبة بالتنسيق والتعاون بين الجانبين، من خلال تلك الاجتماعات التي تعقد على قدم وساق مع الجهات المختلفة للوزارات المعنية.
وأعرب الجانبان الروسي والسوري في العديد من التصريحات الصحفية عن أهمية التعاون المشترك فيما هدف إليه المؤتمر منذ انعقاده في العام الماضي، بما يكفل العودة الآمنة وغير المسيسة من قبل الجهات الغربية للاجئين السوريين في الداخل والخارج.
وضمن فعاليات اليوم الثالث أجرت وزارة الإعلام جلسة مباحثات مع الوفد الروسي الممثل برئيسة دائرة العلاقات الدولية لوزارة التنمية الرقمية الروسية، حول موضوع تطوير التعاون بين وسائل الإعلام الروسية والسورية، بالتزامن مع مفاوضاتٍ أجرتها وزارة الكهرباء وشركة “تكنو بروميكس بورت” الروسية، حول نظم الطاقة في سورية، كما أقامت هيئة التخطيط والتعاون الدولي في سورية، مشاوراتٍ مع رئيس دائرة تطوير التعاون الثنائي لوزارة التنمية الاقتصادية الروسية حول مسألة تنظيم الاجتماع الدوري التالي للجنة الروسية السورية الدائمة لشؤون الاقتصاد التجاري والتقني.
كما عقدت إدارة الجمارك العامة مع نائب مدير التعاون الجمركي في هيئة الجمارك الروسية جلسة حوار حول مسائل التعاون الجمركي الثنائي بين البلدين، وأقامت وزارة النفط والثروة المعدنية مباحثات مع أعضاء لجنة مجلس الاتحاد الروسي للدفاع والأمن، بشأن توريد صمامات لإغلاق خطوط أنابيب النفط إلى المنطقة الإدارية الخاصة، وإمكانية إنتاج منتجات نفطية.
كما جرت جلسة عمل بين ممثلي وزارة العدل السورية والفريق القانوني لروسيا للاتفاق حول نقل المحكومين وتسليم المجرمين بين البلدين.
اجتماع تربوي
وعقد اجتماع ضم ممثلين عن وزارتي التربية السورية والروسية بهدف الاتفاق على خطوط عريضة من أجل التعاون المستقبلي في تطوير تعليم اللغة الروسية بالمدارس السورية وكيفية الإفادة من الخبرات لدى الجانب الروسي بهذا المجال.
وأشار معاون وزير التربية عبد الحكيم حماد في تصريح خاص لـ«تشرين» إلى أن الاجتماع التربوي بين الجانبين السوري والروسي يأتي استكمالاً لخطة التعاون بين البلدين لاسيما أن هناك اتفاقية تتعلق بقطاع العمل التربوي وقعت خلال السنوات الماضية وكان من أبرز بنودها تبادل الخبرات وتقييم واقع التدريس وتعليم اللغة الروسية في مدارس سورية.
وأضاف حماد: تم خلال جلسة العمل التي جمعت فريقين من وزارتي التربية السورية والروسية بحث عدة موضوعات مهمة منها ما يتعلق بالواقع الحالي للغة الروسية في المدارس السورية وأيضاً التقدم الذي تم إحرازه في تعليم اللغة الروسية بمدارسنا، كما تطرقنا الى طرائق تدريس اللغة الروسية وكيفية الإفادة من الخبرات لدى الجانب الروسي، وكيفية أن يمتلك مدرس اللغة الروسية المهارات المطلوبة لتدريس اللغة وكيفية تطوير هذه المهارات.
وأضاف حماد: عندما بدأنا بإدراج اللغة الروسية في العام الدراسي 2014 -2015 بدأنا بحوالي 1800 طالب وطالبة في 6 مدارس، والآن لدينا ما يزيد على 30 ألف طالب وطالبة يتعلمون اللغة الروسية بـ271 مدرسة.
من جهته أوضح كامل الحاج- منسق اللغة الروسية في محافظة طرطوس أنه تم خلال الاجتماع بين الجانبين السوري والروسي بحث عدة نقاط في مقدمتها عرض صعوبات تعليم اللغة الروسية في المدارس السورية وإمكانية تذليل تلك الصعوبات من خلال رفع مستوى مدرسي اللغة الروسية عبر إقامة دورات ودعم الصفوف بالوسائل التعليم الخاصة باللغة الروسية والمساعدة في تأليف الكتب المدرسية خاصة في صفوف التعليم الأساسي والثانوي.
الدفاع المدني
كما عقد مدير عام الدفاع المدني السوري اجتماعاً مع رئيس دائرة العلاقات الدولية في وزارة الطوارئ الروسية، حول تطوير التعاون والتنسيق بين الجانبين وتبادل الخبرات مع الشركاء المختصين في فندق إيبلا الشام بدمشق.
وفي ختام الاجتماع أكد سرغييف في تصريح خاص لـ« تشرين» أن اللقاء مع الجانب السوري كان ودياً جداً وبنّاء ومثمراً، وقد توصلنا إلى تفاهم كامل مع زملائنا السوريين حول مجمل المسائل، وأدركنا أن هناك مجالاً واسعاً للتعاون فيما بيننا، وما يسرنا أن الجانب السوري يعرف ويدرك الجوانب التي يمكن أن يتعاون فيها مع روسيا.

وأضاف سرغييف: بلا شك وزارة الطوارئ الروسية مستعدة تماماً لتقديم الدعم للجانب السوري، ونعي أن سورية مهتمة بالخبرات الروسية في هذا المجال، وكذلك الأمر بالنسبة لروسيا المهتمة بما لدى السوريين من الخبرات في مجال العمل في حالات الطوارئ.
مشيراً إلى أبرز النقاط التي نوقشت مع الجانب السوري، تركزت على إعداد الكوادر اللازمة للعمل في حالات الطوارئ.
من جانبه اللواء سعيد العوض المدير العام للدفاع المدني في سورية قال: مذكرة التفاهم التي ناقشناها اليوم الثلاثاء تتعلق بتدريب وتأهيل كوادرنا في الأكاديميات والمدارس والجامعات الروسية، كعناصر دفاع مدني للخدمة في سورية.
وبيّن اللواء العوض أن المناقشات اتسمت بالإيجابية في مختلف المواضيع المطروحة، وخاصة طلبنا بتقديم المنح الدراسية للعاملين وصف الضباط والضباط في الدفاع المدني، بغية تدريبهم في روسيا على حساب الجانب الروسي، وكان هذا الأمر جيداً ومفيداً لكوادرنا، ونتوجه بالشكر للجانب الروسي على ذلك.
اتفاقيات قضائية
وفي تصريح لـ”تشرين” بيّن معاون وزير العدل تيسير الصمادي أهمية المباحثات التي جرت اليوم بين وزارة العدل السورية والفريق القانوني لروسيا الاتحادية في اليوم الثاني للاجتماع الاستكمالي لمؤتمر عودة اللاجئين، مبيناً في تصريح خص به «تشرين» أن الجوانب المتعلقة بالاجتماع تركزت على اتفاقيات بين الجانبين حول نقل المحكومين وتسليم المجرمين، وسيتم إقرار تفاصيل ذلك يوم غدٍ الأربعاء بعد النقشات التي أجريناها اليوم، ليتم العمل بها والسير فيها بشكل قانوني وصحيح.

عدسة : طارق الحسنية

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار