ترأس المهندس حسين عرنوس رئيس مجلس الوزراء في حكومة تسيير الأعمال اليوم اجتماعاً في مبنى إدارة مدينة عدرا الصناعية بريف دمشق تركز على أهمية دور المدن الصناعية والصناعيين في إنتاج مختلف المواد والسلع التي تحتاجها السوق المحلية وتلبي احتياجات المواطن، مؤكداً استعداد الحكومة لتقديم كل الدعم والتسهيلات لاستثمار كل الإمكانات المتوافرة في المدينة الصناعية بعدرا وزيادة الإنتاج وتطبيق شعار “الأمل بالعمل” على أرض الواقع.
وأكد المهندس عرنوس ضرورة التوسع في المدينة الصناعية بعدرا لتصبح تجمعاً صناعياً كبيراً والاستفادة من موقعها الجغرافي القريب من دمشق والطرق الدولية، وأهمية العمل المشترك بين الجهات الحكومية المعنية والفعاليات الاقتصادية والصناعية لحل المعوقات والصعوبات التي تعترض سير العمل في المدن الصناعية وإيجاد الحلول المناسبة لها والانطلاق إلى واقع أفضل.
حيث لفت رئيس مجلس الوزراء إلى الاتجاه نحو إقامة استثمارات للطاقات البديلة في عدرا الصناعية لتكون نواة للانطلاق إلى مراحل متقدمة وتطبيق التجربة في المدن الصناعية الأخرى، موضحاً أن توفير الكهرباء من خلال الطاقات البديلة للمدن الصناعية في قائمة أولويات الحكومة وأن الحل الأمثل لوضع الكهرباء الحالي يكون بإطلاق مشاريع الطاقات المتجددة لتلبية متطلبات العمل والإنتاج في المدن والمناطق الصناعية وبما يسهم في تأمين كميات إضافية من التغذية الكهربائية للمناطق السكنية.
وأوضح المهندس عرنوس أن الاستثمار وتأسيس شركة لإنتاج الطاقة المتجددة متاح للصناعيين وباب المشاركة مفتوح للجميع علماً أن كل العوامل مشجعة على مشاريع كهذه ومقوماتها متوافرة وبالتالي توفير الطاقة سيدفع عجلة الإنتاج الى الأمام، مؤكدا استعداد الحكومة لدعم هكذا مشاريع لناحية منح قروض تترافق مع نسب الإنجاز والتنفيذ وفق برامج وخطط زمنية محددة والقيام بالتتبع الدوري لمراحل العمل بهدف رسم مسار واضح يضع الاستثمار موضع التنفيذ.
وقال المهندس عرنوس: نحن مقبلون على مرحلة عنوانها التسابق في العمل والإنتاج والتنافس فيما بين المدن الصناعية التي يجب أن تكون مراكز إنتاج حقيقية تنعكس إيجاباً على المواطن والمنتج، فتشغيل المعامل يعني تأمين فرص العمل، وتوفير مختلف أنواع المواد في السوق المحلية بأسعار محددة وفق حساب دقيق للتكلفة وتسعير المنتجات بشكل منطقي.
وشدد المهندس عرنوس على أهمية تأمين السكن العمالي للعاملين في المدينة الصناعية بعدرا وتوفير البنى التحتية والخدمية وتحقيق الاستقرار للعاملين فيها، كذلك التركيز على التدريب والتأهيل وإنشاء معهد متخصص بتدريب خريجي الجامعات الهندسية والتطبيقية ليكونوا قادرين على دخول سوق العمل، مؤكداً أن تأمين السكن العمالي والتأهيل والتدريب في المدن الصناعية من أولويات العمل الحكومي.
وفي تصريح للصحفيين بين المهندس عرنوس أن الزيارة جاءت للالتقاء مع الصناعيين بوجود غرفة الصناعة للاستماع إلى متطلباتهم والعراقيل التي يتعرضون لها وسبل حلها، والاجتماع كان جلسة مصارحة مفيدة عبر خلالها الصناعيون عن قناعتهم بأنهم سيكونون المساعدين في تخطي قسم كبير من هذه العقبات بمساعدة الدولة في التسهيلات والإجراءات، وقد ناقشنا موضوع تأمين مستلزمات الإنتاج وتأمين القروض للمشاريع المتعثرة وكيفية جعل البنوك داعماً أساسياً لعمليات الإنتاج واتفقنا على كل هذه الإجراءات.
وأضاف المهندس عرنوس لدينا نقص في الطاقة الكهربائية، فكيف نحل هذا الموضوع؟ ليس لدينا إلا الطاقات البديلة فهي الأسرع، ونحن اليوم بدأنا في المدينة الصناعية بعدرا بمشروع 110 ميغا على مراحل، ونحن مصرون على أن تكون في المدينة الصناعية شركات مساهمة مفتوحة لكل صناعي يرغب في أن يكون له أسهم في هذا المشروع، فالأمر متاح تماماً وهذا هو الهدف، وأصحاب الحاجة أكثر مقدرة وأكثر معرفة باحتياجاتهم والقادرين أن يساهموا في تأمينها.
من جانبه أكد المهندس مدين نصرة معاون مدير عام مدينة عدرا الصناعية أن مشروع الطاقة البديلة في مدينة عدرا الصناعية هو مشروع لتزويد الشبكة الكهربائية بـ110ميغا واط وذلك لدعم المنشآت الصناعية وجعل العملية الإنتاجية مستمرة بشكل دائم، حيث بوشر به بشكل رسمي، وهذا المشروع مفتوح لكافة المستثمرين وهي شركة مساهمة مغفلة حالياً وتصل المساحة الإجمالية إلى حدود 1600 دونم تقريباً .
كما أشار رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها سامر الدبس إلى المبادرات التي يجب أن يطلقها القطاع الخاص لدفع عملية الإنتاج.
وقال : اليوم جئنا للمشاركة بإطلاق مشروع الـ (110) ميغاواط لتخديم المنطقة الصناعية والشبكة الكهربائية من خلال استثمارات من القطاع الخاص المحلي والعربي أيضاً، وهذا المشروع الرائد سيكون له ملحقات واليوم نحن نشهد هذا المشروع في عدرا الصناعية وغداً سيكون في الشيخ نجار بحلب وفي المناطق الصناعية المنتشرة على امتداد الجغرافية السورية وخاصة في عاصمة الصناعة السورية ريف دمشق , حيث سيكون هناك مشاريع مماثلة لهذا المشروع في أكثر من 15 منطقة وطبعاً تحدثنا مع رئيس مجلس الوزراء بعدة أمور تهم الصناعيين, منها القروض الميسرة ,آليات التمويل وطرح رئيس مجلس الوزراء أيضاً تخفيض التكاليف بالنسبة للصناعيين للمنافسة مع الخارج وقد كان حديثاً شفافاً وسيكون هناك أيضاً طرح لمواضيع تأمين حوامل الطاقة من مازوت و فيول وغاز , وهذا الموضوع استراتيجي جداً ومهم لزيادة الإنتاج لدى الصناعيين وسيكون هناك اجتماعات دورية لمتابعة هذا الموضوع .
من جانبها لفتت ربا عبود عضو مجلس استشاري في رئاسة مجلس الوزراء وسيدات الأعمال في سورية إلى اهتمام الحكومة بالصناعة وقالت : نحن كصناعيين جادون ومتحمسون جداً لتطوير أعمالنا في ظل عناية الحكومة . وأشارت إلى ما كان يعترض العمل في موضوع توفر الطاقة والنقل وموضوع الغاز وتأمينه للصناعيين والبنى التحتية ولكن إجمالاً أصبحنا الآن في مرحلة التسهيلات والأمور جيدة .