ما هي الورقة التي تلعبها واشنطن في أفغانستان عبر أنقرة؟

وسط الجدل المحتدم الذي دار في تركيا وخارجها خلال الأيام القليلة الماضية حول تولي أنقرة زمام الأمور من الولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان، أكد رئيس النظام التركي رجب أردوغان أن بلاده مستعدة لحماية مطار كابول إذا قدمت الولايات المتحدة الدعم اللازم لها.

في هذا السياق أشار مقال نشره موقع “نيو إيسترن آوت لوك” إلى أن تركيا ليست جارة لأفغانستان، لذلك فإن أي إجراء في هذا البلد سيتطلب دعماً لوجستياً على الأقل من إحدى دول المنطقة لأنقرة، مع الأخذ بعين الاعتبار انسحاب القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي بحلول أيلول القادم.

ولفت المقال إلى أن واشنطن تأمل صراحة في أن تتمكن أنقرة من الحصول على هذا الدعم، خاصة منذ أن بدأت تركيا في تطوير التعاون مع جميع دول ما بعد الاتحاد السوفييتي في آسيا الوسطى خلال السنوات الأخيرة بالتنسيق مع الولايات المتحدة من جهة، وفشل جميع الخطوات التي اتخذتها الولايات المتحدة للحصول على الدعم المماثل لأعمالها في أفغانستان من جهة ثانية.

وأكد المقال أن “النشاط القومي” التركي في منطقة آسيا الوسطى كان مدعوماً بشكل كبير من واشنطن على مدار الثلاثين عاماً الماضية كجزء من المواجهة بين الغرب والشرق، ومن هنا جاءت ثقة أنقرة في حتمية نجاح تطلعاتها العثمانية الجديدة، وكذا ثقتها بأن الأمن الإقليمي والقاري لمنطقة أوراسيا (بما في ذلك جنوب شرق أوروبا وشرق البحر الأبيض المتوسط والشرق الأدنى والشرق الأوسط وآسيا الصغرى والقوقاز وآسيا الوسطى) موكل لها من واشنطن والغرب بشكل عام، وبالتالي لا يمكن لهما إلا دعم سياساتها هناك.

وقال المقال: وعلى الرغم من أن القدرات المالية لتركيا لا يمكن مقارنتها بقدرات الولايات المتحدة الأمريكية، فإن أنقرة تستخدم “القوة الناعمة” بنشاط في آسيا الوسطى، وبشكل أساسي في تطوير العلاقات الثقافية والإنسانية والاقتصادية من خلال المؤسسات التعليمية والهياكل التجارية والمنظمات الدولية، كما تستثمر أيضاً في المساعدة العسكرية والتقنية لدول المنطقة، إضافة إلى ذلك، فقد حاولت أنقرة مراراً إقحام دول آسيا الوسطى في سياستها الخارجية في مناطق أخرى، مثلما حدث أثناء النزاع المسلح في إقليم ناغورنو كاراباخ في عام 2020.

ولفت المقال إلى أن منطقة آسيا الوسطى واجهت التوسع التركي النشط بضبط النفس المتزايد، وهذا ما تؤكده الانتقادات المتزايدة لمطالب أنقرة بإغلاق المدارس التابعة لفتح الله غولن في جمهوريات آسيا الوسطى وتسليم أنصاره، فضلاً عن قيام المخابرات التركية باختطاف المواطن التركي حامل الجنسية القيرغيزية أورهان إناندي مؤخراً في قيرغيزستان، منتهكة بذلك جميع الأعراف الدولية، وفي الواقع فقد كانت أعمال أنقرة تلك بمثابة دعوة استيقاظ لدول آسيا الوسطى الأخرى، بعد أن كشفت الجانب الخبيث لقوة تركيا “الناعمة”.

ورأى المقال أن رغبة أردوغان في حل مشاكله من خلال الضغط المباشر بدأت بالفعل في إحداث تصدع في العلاقات مع دول آسيا الوسطى وعزلها عن تركيا، وهذا هو السبب في أن خطط تركيا الطموحة لحل الوضع في أفغانستان لم تجد الدعم بعد من دول المنطقة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار